أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

وجع فى التحرير!

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011 07:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو سألوك عن مستقبل القيادى الإخوانى أحمد أبوبركة، أخبرهم أنه موجود فى الأكياس السوداء التى تتصدر مداخل العمارات صباح كل يوم فى انتظار سيارة المجلس المحلى التى ربما لا تأتى أبدا، فتتحول تلك الأكياس إلى مصدر للأمراض.

أظنك أدركت مرادى ياصديقى، وقبل أن تتهمنى بالقسوة، دعنى أخبرك بأن كل من صورت له نفسه أن مصالحه الشخصية أو الفئوية- سواء كانت انتخابات أو غيرها- أهم من عشرات الأرواح التى حصدتها أسلحة وزارة الداخلية على مدى الساعات الماضية بغل وبرغبة انتقامية، لا مصير آخر له غير تلك الأكياس السوداء، برفقة فضلات طعامك ومنزلك.

فى القلب نوع قاسٍ من الوجع بعد رؤية تلك الأجساد الشريفة التى أنهكها الضرب الوحشى، واخترقتها رصاصات حية ومطاطية لتسقط بلا حراك تحت أقدام مسوخ بلا قلوب، لم تحترم حتى حرمة الموت التى أقرها رب السماء، وسحبت الجثث لتلقى بها بجوار الزبالة.
المشهد مسجل بالصوت والصورة ياصديقى، دليل إدانة لا يحتاج إلى لجنة تقصى حقائق أو مماطلة، فى حساب تلك الوزارة التى يريد المجلس العسكرى وضعاف النفوس إنقاذها، حتى لو جاء ذلك على حساب شعب كامل. الأمر فى التحرير مختلف، فلا هى مليونية، ولا هو اعتصام، ولا هو حدث سياسى يجوز بدء نقاش حوله لمعرفة مميزات وعيوب المشاركة، والعائد منها لحساب الوطن، الأمر هذه المرة يتعلق بالجزء الإنسانى منك، بقطعة الكرامة والشهامة القابعة فى زاوية ما من زوايا جسدك، وتأبى مشاهدة مسوخ الأمن وهى تضرب بعنف وقسوة وغل كل من تطاله يدها من المتظاهرين، وتقتل كما لو كان القتل حقها، وكما لو كان المتظاهرون فى الميدان ذبابا يمكن إسقاطه برشة «بيروسول»، وينتظرون بعدها الشكر القادم من اجتماع مجلس الوزراء.. وقد جاء فعلا فى بيان أوقح مما يجب، يأخذ «شرف» وحكومته إلى أقرب مقلب قمامة تذهب إليه نفس الأكياس السوداء، والذى تحدثنا عنه فى البداية.

ألا ترى أن الإنسانية تفرض على كل محترم أن ينزل إلى الميدان بعد أن شاهد بعينه عنف وقسوة رجال الأمن غير المبرر، والذى لم نره أو أن نلمحه أو حتى نشمه حينما كانت خطوط السكك الحديدية والطرق الرئيسية مقطوعة، وحينما سرق الحمبولى البالون الطائر، واستحل اللصوص السيارات.

لا تصدق الشاشات، ولا القيادات السياسية الملهوفة على الانتخابات ياصديقى، لأن الذين نزلوا إلى الميدان بعد أن أصابهم وجع رؤية الجثث تسحب بأيدى الأمن نحو أكوام القمامة ليسوا بلطجية أو عملاء أو شبابا متحمسا مضحوكا عليه – انظر للصورة المرفقة -، هم فقط أكثر إنسانية من هذه القيادات السياسية والإعلامية اللاهثة خلف المكاسب الشخصية، هم فقط رجال لم يفقدوا شهامة المصريين التى تدفع صاحبها لأن يلقى بنفسه فى النار لمناصرة مظلوم.. والمظلوم هنا كان جثثا طاهرة.

الذين نزلوا إلى الميدان لحماية المتظاهرين من بطش الأمن أرجل من قيادات الأحزاب، وشباب الثورة الذين استلذوا جلسات الاستديوهات، وشيوخ وقيادات الأحزاب الدينية الذين أثبتوا أن هناك دينا جديدا يقول بأن الانتخابات ومكاسبها أهم من نصرة المظلوم، وأهم من الأرواح التى كان يصطادها رجال الأمن بدم بارد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

مقال رائع ومزلزل للنخوه والشهامه - مع غياب الدييمقراطيه صدق ياعزيزى كل ما تراه عيناك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

فى غياب الديمقراطيه وحقوق الانسان صدق عقلك وقلبك وعينيك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

اهتفوا للديمقراطيه الحقيقيه تفتح امامكم كل ابواب التقدم والخير

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

اهتفوا للعدل والحق والمساواة والقيم العظيمه التى تاهت منذ 30 عام

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

saso

على مهلك

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

اهتفوا لمصر بالاستقرار والتقدم والانطلاق نحو مستقبل مشرق يفيض بخيراتها وثرواتها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

الديمقراطيه ليست شعار بل حقيقه واقعه تمارسها الشعوب المتقدمه فقط

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

الديمقراطيه تحتاج ممارسه حقيقيه وواقعيه وليست ديليفرى

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

الديمقراطيه تحتاج وعى كامل بالحقوق والواجبات

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

الديمقراطيه تحتاج تشريعات جاده ومدروسه وليست عشوائيه وهزليه

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة