سعيد الشحات

التحرير والنخب السياسية

الجمعة، 25 نوفمبر 2011 07:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حساب المكسب والخسارة للموجة الحالية لثورة 25 يناير، على النخب السياسية أن تسأل نفسها: هل ما حدث فى ميدان التحرير هو سحب من رصيدها السياسى؟، خاصة أنها فوجئت به رغم صوتها العالى بعد الثورة، واحتكار الحديث عنها، وظنها أنها الوحيدة على الساحة القادرة على فرض شروطها.

أحيل السؤال إلى الساعات التى تلت اكتظاظ ميدان التحرير بالثائرين منذ السبت الماضى، وصولا إلى ذروة الحشد يوم الثلاثاء، حيث حدث أكثر من حالة طرد لرموز سياسية كبيرة، وتم ذلك فى وقت لا يمكن التشكيك فى المقاصد الوطنية لهذه الرموز، فجميعهم ممن كانوا معارضين بقوة لنظام مبارك، وكانوا موجودين فى ميدان التحرير أثناء الموجة الأولى للثورة منذ 25 يناير حتى 11 فبراير، كما نزلوا إلى الميدان فى معظم دعوات التظاهر التى تلت هذه الموجة.

وإذا كانت حالة الغضب انصبت على رموز سياسية تقليدية، فإنه لا يجب إغفال ملاحظة أن هناك تراجعا يصل إلى حد الاختفاء لأسماء من الثوار الذين تصدروا المشهد أثناء الموجة الأولى للثورة، وأصبحوا فيما بعد ضيوفا على الفضائيات، ووسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى المنتديات والمؤتمرات الدولية، وتم ذلك تحت عشرات المسميات أبرزها «ائتلاف الثورة»، و«اتحاد الثورة».

فى الرصد أيضا لا يجب إغفال قراءة رصد مليونية الثلاثاء دون أن تكون فى «التحرير» منصات للقوى السياسية المختلفة، فبقدر ما تعبر عن رغبة فى عدم إظهار «الميدان» منقسما، فإنها تعبر أيضا عن رفض لممارسات سياسية لهذه القوى، تواصلت طوال تسعة أشهر مضت.

ما يجب أن تبحثه النخب السياسية ممثلة فى أحزابها وكتلها، إذا كانت تريد الاستمرار، هو: هل ما يحدث فى ميدان التحرير وباقى المظاهرات المساندة فى المحافظات انعكاس لتدهور خطابها السياسى، ودخولها فى معارك لا تنقل إلى مستقبل يريده الشعب المصرى؟، وهل لذلك علاقة بما كان يسمى فى الماضى بصراع الأجيال؟، حيث إن الشريحة السنية لهذه الموجة من الثورة طبقا للتقديرات تنحصر ما بين العشرين والثلاثين عاما، بينما تزيد أعمار السياسيين الذين تسلطت عليهم الأضواء فى الفترة الماضية على الستين عاما، أضف إلى ذلك أن أربعة من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية فوق السبعين عاما.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة