تسعة أشهر من المطالبات والمظاهرات والاعتراضات والاعتصامات والمناشدات، والمجلس العسكرى ودن من طين وودن من عجين، أتعجب! كيف له أن يتعجب من انتفاضة الشباب مرة أخرى، وهو لم يفعل شيئا منذ فبراير الماضى إلا تشويه الثورة، ومحاربة الثوار، والحفاظ على النظام الفاسد؟.
أتعجب أيضا من الذين يريدون أن يفضوا اعتصام التحرير، حفاظا على ما يطلقون عليه «الاستقرار» والشرعية، ناسين أن الشرعية هى الميدان، وأن الاستقرار الذى ينادون به كان سلاح مبارك فى مواجهة الثورة، وأن المجلس مازال يستخدم هذا السلاح الفاسد، وأن كلمة الاستقرار، ما هى إلا كلمة حق يراد بها باطل، وأنه لم يتحقق طيلة الشهور الماضية، فكيف له أن يتحقق فى الشهور المقبلة!؟.
لم يستغل المجلس ارتماء الثورة فى حضنه، واستئمانه على الوطن والمواطنين، ليقوم بدور تاريخى فى الحفاظ على مصر، والأخذ بيدها نحو المستقبل، وأنما كرس جهوده للتفريق بين الثوار، وتدمير لوحة فسيفساء الوطن التى تشكلت فى الميدان؛ ليحافظ على مكتسباته، ناسيا أنه وبالاتساق مع ادعائه أنه «شريك» فى الثورة، مكلف بواجبات تطهير الوطن من نظام مبارك، ونسى أيضا أن الشراكة تعنى «خد وهات»، وليس هات وهات.
الغريب أن المجلس بعد أن حاول استعداء ما يطلق عليهم اسم «حزب الكنبة»، الذى لا يريد إلا لقمة عيشه بهذا الباطل على الثوار وفشل، يلجأ الآن إلى استعداء «حزب الكرسى» الذى لا يبغى إلا وجه البرلمان، وبين الكنبة والكرسى يقف الثوار، غير عابئين إلا بوجه مصر المشرق.
بعد تسعة أشهر لم يعد أمام الثوار إلا أن يتشككوا فى كل كلمة تخرج من أفواه المجلس العسكرى، بما فى ذلك ما جاء فى خطاب المشير الأخير، فلم يأخذوا إلا وعودا وتباطؤا فى التنفيذ تحت ضغط، وحتى إن نفذ القليل من مطالب الثورة، يحرص على إفسادها بثغرات ينفد منها الفساد، وسرعان ما ينتشر ويستمر، لهذا كله يتشكك الجميع فى وعود المشير بعد أن وعد فأخلف، وحدث فزيف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة