للمجلس العسكرى الآن أن يفرح، فقد وجد له مناصرين يقفون فى "العباسية" ويهتفون بحياته متهمين شباب الثورة بالعمالة لأمريكا، ناسين أن أحد أعضاء المجلس أدى التحية العسكرية لشهدائهم واعتذر آخر لهم، كما أعلن عن أنه سيقيم مستشفى ميدانيا لعلاج مصابيهم، لكن من أين لنا أن نأتى بأحد يقارن بين المواقف ويستنتج ويفكر وهو يهتف بحياة المجلس "فى العباسية"
من حق المجلس أن يهلل فرحا، وأكاد أرى اللواء الروينى الآن راقصا من النشوة، لأن زرع يديه قد أينع، وفتاه المدلل "أحمد سبايدر" أتى له بالآلاف يحملون اللافتات المؤيدة فى المجلس العسكرى، فقد أثمر الحضن الذى "عفقه" الروينى لسبايدر، بما يتخيله عمر سليمان ذاته، ولا أحد يهتف "عيش حرية كرامة إنسانية" ولا "حرية حرية" ولا "يسقط يسقط حكم العسكر" "فى العباسية"
من حق إخواننا الذين وقفوا "فى العباسية" أن يطمئنوا، فقد أتت مظاهراتهم المؤيدة للاستبداد بثمارها، وأفطرنا يوم أمس على دماء الشاب أحمد سيد سرور بالإضافة إلى عشرات المصابين، وبعدما تعهدوا بعدم الهجوم على المعتصمين شجعت مظاهراتهم أباطرة الداخلية وأذنابها، وتجرأوا مرة أخرى على فض اعتصام سلمى أمام مجلس الوزراء، ذلك لأنهم اشتركوا فى الاحتفالية الحارة بالقهر والذل والخيبة، وحُمِلوا على الأكتاف "فى العباسية".
لرجال الأعمال الهاربين بأموالنا والوزراء الذين لم يزوروا سجن طرة إلا بعد إصرار "التحرير" على سجنهم أن يستريحوا، فالمجلس العسكرى الذى حبسهم مرغما وجد له تدعيما من الشارع الذى يطلقون عليه اسم "المصرى"، وها هى لحظة خروجهم قد دانت، وثأر الوطن منهم قد نسى من بضعة آلاف تجمهروا "فى العباسية".
للفاسدين القابعين فى مكاتبهم، ولأرباب الفساد فى الوزارات والهيئات والمصالح أن "ينجعصوا" على كراسيهم، وأن يستمتعوا بالحرارة المنبعثة من الدفايات فى ليالى الشتاء، فهناك من يطالب بمحاكماتهم فى التحرير جزاء إفسادهم، وهناك أيضا من يتغاضون عن خطاياهم ويكرمون المتسترين عليهم "فى العباسية".
يا زين ما اخترت يا مجلسنا العسكرى، ها هو توفيق عكاشة يهتف بحياتك ويجرجر الفلاحين من قريته الذين يعتقدون أنه من المرضى عنهم ليهتفوا بحياتك، بواس أيادى الطغاة، وملاءة سرير المغتصبين، السباب اللعان البذىء، وقف متخيلا نفسه زعيما وهتف بحياتك بمشاركة ملحنه المخبول ومخنثه المأجور، لا تغضب يا أيها المجلس المهاب من تشبيهنا لك بمبارك، بعد الآن، فمناصروه مناصروك، وهتيفته هتيفتك، وأحذيته أحذيتك، ولا تغضب أيضا لأنك هاتفت رموز الألتراس لينضموا إلى العباسية فرفضوا، فصعب على من هتف ضد مبارك أن يهتف بحياتك، أما إخواننا الذين كانوا فى العباسية الذين ذهبوا إلى هناك ابتغاء ما يدعونه استقرارا وأدعوه استحمارا، إخواننا الذين ذهبوا إلى هناك محملين بالخوف من المستقبل والقلق على الأبناء من غير عائلات الضباط ولا أفراد الأمن ولا عابدى الانتخابات، ولا حملة المباخر والمسابح، فإنى أربأ بكم أن يكون مكانكم "فى العباسية"