بمناسبة الحديث الدائر الآن حول حكومة الإنقاذ الوطنى التى طرحها البعض وترجمها المجلس العسكرى باختيار الدكتور كمال الجنزورى مع منحه صلاحيات وصفها هو شخصياً بأنها تتخطى صلاحيات رئيس جمهورية. وبالرغم من كل الانتقادات للدكتور الجنزورى، فإن قبول الرجل للمنصب فى هذا الوقت نوع من الشجاعة، لأن المرحلة تحتاج بالفعل إلى أعصاب قوية وقدرة على العمل فى وقت صعب ومتداخل وضجيج من كل الجهات.
وبالرغم من كل الانتقادات التى توجه لاختيار الجنزورى فإن البدائل التى يقدمها ميدان التحرير هى الأخرى لا تخلو من التباسات وخلط فى المعانى تثير ارتباكاً فى الفهم. فقد كان الطرح يوم الجمعة حول مجلس رئاسى مدنى يتسلم إدارة البلاد من المجلس العسكرى ليبدأ الإشراف على المرحلة الانتقالية، وبموازاة ذلك طرح البعض اقتراحاً لحكومة إنقاذ وطنى تضم مرشحى الرئاسة المحتملين بقيادة الدكتور محمد البرادعى وتضم عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى وحسام عيسى، وطور البعض الأمر ليضيف تشكيلاً للحكومة من أسماء أخرى وأهالى الشهداء أو نجوم الميدان، لكن هذه الأسماء لا يوجد لدى أى منها لا سوابق سياسية أو إدارية وبعض الأسماء غلب على اختيارها العاطفة أو المشاعر، مما يجعلها أقرب إلى حكومة تطييب خواطر منها لحكومة إنقاذ.
الأمر الآخر هو الموقف الملتبس لبعض الأسماء المرشحة لحكومة الإنقاذ من مرشحين محتملين مثل الدكتور البرادعى أو الدكتور أبوالفتوح أو حمدين، الذين أعلن كل منهم استعداده «لعمل أى شىء من أجل البلد» لكن عند لحظات الجد يتملص البعض ويتخذ مواقف عائمة لا تقود إلى شىء.
فالمتوقع إذا كان هناك مرشحو الرئاسة مستعدين لتولى حكومة إنقاذ فعليهم إعلان وقف حملاتهم الرئاسية وإعلان التفرغ لفترة الانتقال حتى لا يتحول الأمر إلى دعاية.
الأمر الثانى أن الدكتور محمد البرادعى الذى يبقى طوال الوقت مطروحاً لرئاسة حكومة الإنقاذ، لا يظهر أى موقف محدد وواضح من الأمر، فقد تم تسريب أن الدكتور البرادعى اعتذر عن عدم قبول رئاسة حكومة الإنقاذ عندما عرضها عليه المجلس العسكرى، لأنه طلب صلاحيات كاملة، لكن الدكتور البرادعى قال فى التحرير إن أحداً لم يعرض عليه شيئاً، كما تم الإعلان عن مؤتمر للبرادعى وأبوالفتوح وصباحى مساء الجمعة، وأعلنت حملات المرشحين أن الترتيبات لم تتم للمؤتمر، ولم يقدموا تفسيراً للتراجع.
كل هذا يشير إلى وجود مواقف تختلف عما هو معلن، وتناقضات تعرقل اتفاق الأطراف، وأحيانا توحى بعشوائية الطرح.
وأحياناً يبدو أن هناك مخاوف لدى الأسماء المطروحة من تولى مسؤولية يعرفون صعوبتها، وأن البعض يفضل الكلام «على البر» عن تحمل مسؤولية، ليظهر من يلومون المجلس العسكرى بالمناورة هم أيضا يناورون، ويستغلون صدق من فى الميدان ليلعبوا لعبة ليس هذا وقتها.