يتوجه اليوم أكثر من 17 مليون ناخب إلى صناديق الانتخابات لاختيار من يمثلهم فى أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، وتأتى المرحلة الأولى وسط ترقب لما سيتركه «ميدان التحرير» من أثر على قرار الناخب نحو القوى السياسية التى شاركت فى الأحداث التى تفجرت منذ مطلع الأسبوع الماضى ولم تنته بعد.
وأمامنا فى هذا الأمر مسألتان، الأولى عدم مشاركة الإخوان فى مظاهرات التحرير، والثانية نزول الكنيسة الأرثوذكسية الملعب بتوجيه الناخبين الأقباط لتأييد مرشحين محددين، على رأسهم حزب المصريين الأحرار بقيادة رجل الأعمال نجيب ساويرس، وبعض رموز الوطنى المنحل مثل طارق طلعت مصطفى وحيدر بغدادى وآخرون، فى المسألة الأولى لا أجد ترجيحا لمن يرى أن عدم نزول الإخوان إلى ميدان التحرير سيؤثر بالسلب على قوائم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لـ«الإخوان»، وذلك لأسباب أراها تتعلق بطبيعة تركيبة الخريطة الانتخابية، وخبرة القوى السياسية نفسها فى إدارة العملية الانتخابية، ففى الوقت الذى كانت أحداث التحرير تشتعل كان مرشحو الإخوان يمارسون نشاطهم باللف على الناخبين مسلحين بإجابات عن أى أسئلة تتعلق بعدم مشاركتهم مع المتظاهرين فى «التحرير»، ومن واقع وجودى فى دائرة أعرف الكثير من واقعها الانتخابى، أعرف أن الغرف الانتخابية لجماعة الإخوان لم تقف فقط عند كتلها التصويتية المعروفة، وإنما ركزت على وسائل جذب الصامتين والعازفين من قبل عن المشاركة فى الانتخابات، فيما يعنى أن الجماعة مارست الانتخابات كانتخابات، وذلك بفهم يرتكز على مرحلة «ما بعد التحرير»، ويمكن قراءة نتيجة انتخابات نقابة المهندسين التى فازوا بها فى 14 محافظة دليلا على ذلك.
أما المسألة الثانية فتتعلق بالقائمة التى تسربت عن الكنيسة، وتحددت فيها أسماء معينة للتصويت عليها من الناخبين الأقباط، وبقدر ما تعبر هذه الخطوة عن منحى طائفى، فهى قد تضر بأسماء محترمة فى السباق الانتخابى، من زاوية أنه يمكن استثمارها من منافسين يسعون إلى خروج المعركة الانتخابية من سياقها السياسى إلى سياق دينى، مما يقود إلى فهم خاطئ بأن الكنيسة لها مرشحون بعينهم، وكان الأجدى بالكنيسة أن تشحذ همة الأقباط للخروج للتصويت ويمنحوا صوتهم لمن يعبر عن الهم الوطنى العام.
المسألتان السابقتان تقودانا إلى احتمالات أن لا تعبر الانتخابات عن الإرادة الكاملة لـ«ميدان التحرير»، لكنها الديمقراطية التى يجب على الجميع احترامها، وبحث الخاسرين فيها عن أسباب خسارتهم أفضل من اتهام الفائز.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة