ليس أخطر على البلد والمستقبل من السياسيين ذوى الوجهين، نحن فى عصر المعلومات ومع هذا نواجه حالة من التعتيم والغموض والازدواجية تضع المواطنين فى حيرة وتدخلهم فى ارتباك متعمد، فإذا تساءلوا رد عليهم البعض أنهم من «حزب الكنبة»، وليس أخطر على الوضع الراهن من حزب التناقضات الذى يزعم أنه مع الثورة وأعضاؤه ينشرون اليأس والارتباك من كنبات إلكترونية.
وليدلنا عاقل على الموقف الواضح والمحدد لنجوم السياسة تجاه أى قضية. هناك خطاب مزدوج، ولا أحد يقول الحقيقة وما يريده، ستجد كل «نجم» يقول كلاما أمام الناس والتليفزيونات، وآخر خلف الجدران المغلقة، وثالث على تويتر، لكل «زعيم» خطابان وموقفان وتصريحان وثلاثة، كل واحد منها لجمهور ما.
يبدو الميدان موحداً من بعيد، وعندما تبدأ السياسة يبدأ الخلاف، وهو خلاف لا ينتهى بالتصويت، ولكن بـ«الصويت»، ولا ترى إلا أفرادا.
أصبحنا أمام مرشحين لرئاسة حكومة الإنقاذ، من مرشحى الرئاسة المحتملين، الدكتور البرادعى لم يقل أبداً ماذا دار بينه وبين المجلس العسكرى وترك الموضوع للتسريبات المتناقضة والمتعارضة، والأمر نفسه مع السيد عمرو موسى الذى التقى المشير هو الآخر، ولم يعلن أى منهم ماذا دار بالضبط، وفى الجهة الأخرى لم يعلن المجلس العسكرى عما دار، وترك الباب للتكهنات والتسريبات، وحسبما أعلن المشير أمس فإن اللقاء كان بناء على طلبهما، وأنه طلب منهما دعم حكومة الجنزورى، ونتوقع كلاما آخر، وتناقضا يضع الناس فى حيرة ويجعل من الصعب تحديد موقف بناء على معلومات.
وفى السياق نفسه اجتهد البعض وقدم قوائم بأسماء لحكومة الإنقاذ بدت هى الأخرى ذاتية تفتقد الكفاءة وتستند أكثر إلى الانحيازات الشخصية لمؤلفى هذه القوائم. وكل قائمة يظهر من يرفضها أو يرفض أسماء منها.. اعتراضات هى الأخرى شخصية، هذا لا يرتاح لفلان، وذاك لا يحب علان.
الاتفاق الذى يظهر بالميدان يبدو شكليا أكثر منه موضوعيا، وأبرز مثال، الموقف من الانتخابات التى تجرى اليوم، الذى يكشف عن غياب أى تنسيق وحوارات تنتهى لمواقف واضحة أو مبررة.. هناك من يرفض الانتخابات من الأصل بوصفها فكرة «ضد ثورية»، وهناك من يعترض على الانتخابات بسبب نظام الدوائر وأن نتائجها محسومة بين الفلول والإخوان.. رأى ثالث يقاطع ولا يمانع من أن يذهب الآخرون ليشاركوا فى اختيار الأفضل، رأى رابع يؤيد الانتخابات ويرى أنها الطريقة الوحيدة للفرز والتجنيب، والنتيجة فى كل الأحوال ستؤثر فيمن ذهب ومن قاطع، كل هذه التناقضات مطروحة أمام مواطنين يريدون من يدلهم على موقف محدد.
أنا شخصياً مع الذهاب للانتخابات واختيار الأفضل وأقول لكل ناخب: تجاهل كل مايقال واستفت قلبك فى المشاركة، وفيمن تختاره إذا شاركت، تجاهل خطابات الزعماء من ذوى الوجهين.