اليوم يتوجه أكثر من 17 مليونا من المصريين إلى صناديق التصويت فى 9 محافظات على مستوى الجمهورية فى أول انتخابات ديمقراطية حقيقية بعد ثورة يناير، اليوم يؤكد المصريون أنهم شعب يستحق ما ضحى من أجله من دماء طاهرة لينتزع حريته وتقرير مصيره بإرادته الحرة فى اختيار من يمثلونه فى أول برلمان بعد الثورة يحدد المسار السياسى والاجتماعى والاقتصادى لمصر فى السنوات المقبلة ويعكس حجم التغيير بعد الثورة.
الرهان والتحدى الحقيقى اليوم هو أن يتدفق الملايين إلى الصناديق ويدافعوا عن حقهم الأصيل فى الاختيار الصحيح والسليم دون الوقوع فى فخ الغش السياسى أو الشعارات الجوفاء والمزيفة والتخويف والترهيب من تيارات أو جماعات انتهازية أو طيور الظلام التى لا تبغى من هذه الانتخابات سوى تأميم ومصادرة حرية الوطن ونهضته وتقدمه.
الواجب الوطنى بل والشرعى اليوم يحتم النزول إلى اللجان الانتخابية، فكل صوت هو أمانة فى عنق كل ناخب عليه أن يؤديه بوعى وإدراك ومسؤولية وضمير من أجل مصر الجديدة ومصر المستقبل الزاهر بإذن الله، وكل صوت هو خطوة فى طريق الألف ميل نحو إنقاذ الوطن وعافيته ومكانه ومكانته.
المسؤولية والواجب الحتمى اليوم يفرضان علينا ألا نتخلى أو نتخاذل فى الذهاب إلى صناديق الانتخابات لصالح من يتربص بمستقبل البلاد وبثورتها الإنسانية العظيمة التى ترنو الآن إلى حصد أول ثمارها نحو الحرية والعدالة والديمقراطية الحقيقية والتى شارك فيها ملايين الشعب دون استثناء وقدموا من أجلها مئات الشهداء.
كلنا أمل فى أن تمر المرحلة الأولى من الانتخابات فى أمان وسلام لنثبت للمتآمرين والمتربصين فى الداخل والخارج أننا شعب متحضر يستنهض تراثه الحضارى فى لحظات الخطر لحماية وصون تاريخه وحضارته وإشعاعه الثقافى والإنسانى ليقدم النموذج الرائع فى إصراره على الحرية والتقدم والبناء من جديد، مثلما أبهر العالم بثورته الشعبية فى 25 يناير.
نعرف أن هناك مخاوف ومخاطر من قيام خونة هذا الوطن والفاسدين والمفسدين الذين لم يستسلموا بعد لإفشال أول تجربة ديمقراطية أو انتخابات حقيقية بعيداً عن محترفى تزوير إرادة الشعب طوال الثلاثين عاما الماضية لإثبات فشل الثورة، ولكن لابد من المواجهة والتضحية من أجل المستقبل. مصر تنادينا اليوم وعلينا أن نلبى النداء.