محمد الدسوقى رشدى

المدد يا رسول الله!

الخميس، 03 نوفمبر 2011 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مكرر لأن السماء تحب الإلحاح فى الدعاء، ولأن الأيام المفترجة التى نعيشها والمحنة التى نغرق فيها تستدعى أن نتخذ إلى الله ورسوله سبيلا.

الآن.. والآن فقط لابد أن نتوقف نراجع دفاتر حساباتنا الإنسانية ونلقى بنتائجها السوداء خلف ظهورنا لكى نتخذ إليك يارسول الله طريقا، ياصاحب الفخامة والسمو والعلو يا رسول الله.. نحن الآن فى أشد الحاجة إليك، نحتاج لشفاعتك فى دنيانا كما سنحتاجها فى آخرتنا، نحتاج لسماحتك وعونك ونفسك معنا، لأن المصائب قد اشتدت علينا.

نحتفل بك الآن بلا حلوى لأن الدائرة تضيق حول رقابنا ولم يعد للسكر طعمه الحلو، لأن الخلايا التى تتذوقه تنهار قبل أن تحصل على كيلو واحد منه، الآن لا نشترى لأولادنا فارسهم صاحب السيف الذى لا يعرف طريقا لغمده لأنهم سيكتشفون الخدعة حينما يدركون أن سيوفنا الحقيقية لا تخرج من غمدها حتى لو كان قتالا من أجلك أنت أو فى سبيل من بعثك بالحق نبيا، الآن نحتفل بأهالينا الذين حجوا إلى كعبة السماء وفى طريقهم إلى روضتك المشرفة ونحن نحملهم آمالنا فى دعوة أمام قبرك الكريم ونتوسل إليك أن تمدنا بقوتك التى نشرت بها رسالتك رغم أنف الحاقدين والكارهين.

يارسول الله أماكن الفرح قد ضاقت والبراح الذى نتمناه قد امتلأ بالأوجاع والأمراض، لا بيت من بيوت أمتك الآن يخلو من مصيبة، ولا فراش من فراش أهلها يخلو من مريض بالفيرس سى أو السرطان، وهى أمراض تخرب البيوت قبل أن تجلس على تلها، ولا مكتب ولا وزارة ولا مسؤول تخلو جيوبه من رشوة أو قطعة أرض حرام أو قلب وعقل منافقين، ولا سجن من السجون إلا وبداخله أبرياء أخذتهم الأحكام العسكرية إلى حيث ظلامه، ولا عرش إلا ويجلس عليه طاغية جبار لا ينصر مظلوما ولا يعاقب ظالما، ولا يسأل نفسه عن ملايين الأرواح اليائسة من شدة الضبابية والارتباك.. لم نعد كالبنيان المرصوص بل كالرصاص المنثور نقتل بعضنا بعضا، يبكى الأخ أمام أخيه فلا ترتعش شعرة واحدة فى جسده، الرحمة هربت من قلوبنا يا شفيعنا ورسولنا، والجبن والضعف استوطناه.

الآن نخاف ألا نكون أمتك التى وعدتها بالشفاعة ونعيم الجنة، ونخشى ألا تمد يدك الطاهرة إلينا بتلك الشربة الهنيئة المريئة التى لا نظمأ بعدها أبدا.. نحن عطاشى يارسولنا ونيلنا يجرى من تحت أقدامنا، وجوعى والزرع الأخضر يداعبه الهواء فى أرضنا.. أما لهذا الغضب أن ينزاح، ادع لنا يارسول الله فنحن أحباؤك الذين اشتقت لرؤياهم وهم غفلوا عنك، وعن تعاليمك السمحة والسليمة واستبدلوها بدين آخر معبأ فى شرائط كاسيت لنشر التعصب والكراهية.

يارسولنا تبنا وتعلمنا ومصائبنا خنقت الشياطين بداخلنا.. أهالينا أمام روضتك المشرفة قد يباغت أحدهم الحظ ويدخل إلى حضرتك ليعاهدك ونحن معه على أن نضع نقطة.. ونبدأ من أول السطر، فقط لا تحرمنا من شفاعتك يوم العرض على المولى عز وجل، ولا تحرمنا منها الآن ونحن قابضون على جمر المشاكل والمصائب التى فاضت وبلغت حلقوم حياتنا!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة