أقولها الآن صادقة مخلصة لوجه الله والوطن، فقد صبرنا كثيرا على المجلس العسكرى وخططه العبثية لإدارة شؤون البلاد ولم نجن من تسعة أشهر إلا الخراب المستعجل والعشوائية فى القرارات والغموض فى الخطوات وأخذ أرباع الحقوق بشق الأنفس، كفاية إلى هذا الحد، وليقل اللواء الروينى إن كفاية كلمة غير مصرية أو ليقل إنى عميل وخائن وليلعننى كما يشاء، فالله هو الأعلم بالنوايا وليس الشعب بغافل عما تعملون.
كفاية.. أقولها مضطرا للمجلس العسكرى الذى هتفنا له وهللنا، وتسابقنا فى الإعلان عن تأييدنا له لكنه لم يستثمر هذا التأييد من أجل المصلحة العليا للوطن، وبدا كما لو كان يستخسر ثورتنا فينا، ويستأثر بها لنفسه، ويرمى لنا الفتات. كفاية.. أقولها الآن مجددا بعدما قلناها لمبارك منذ سنوات فكانت إيذانا بنهاية حكمه، فلا وقت لدينا لنضيعه فى مهاترات السلمى ومن قبله الجمل وحجازى وعنان وشرف، كلهم يبحثون عن مكاسبهم الشخصية وكلهم طامعون فى السلطة والجاه والمال، ولا أحد فيهم يرفع علم مصر إلا وعينه على الجزء الذى يخطط للاستيلاء عليه منها.
ظهرت النوايا، ووضحت الرؤية، وبات جليا أن سيادة المجلس العسكرى يريد أن يكون «الكل فى الكل»، نعم كلنا نحب الجيش، لكن ما لا نحبه هو أن يتم ابتزازنا باسم الجيش، ويتحول هذا الصرح العظيم إلى ألعوبة فى يد حفنة من اللواءات، كما ابتزنا مبارك سابقا باسم مصر ويبتزنا رجال الدين فى كل وقت باسم الله، ارفعوا أياديكم عنا، نحن نعرف الجيش جيدا، ونعرف مصر أكثر، ونحب ديننا أكثر ألف مرة من المتاجرين به، كفاية فلم نجن من هذه المرحلة «الانتقامية» إلا التدهور والتخبط، ويكفى أننا سلمناكم مصر بعدما رفعنا اسمها إلى أعلى عليين، بينما أنتم الآن تخسفون بها الأرض إلى أسفل سافلين.
كفاية أيها المجلس العسكرى، عد إلى ثكناتك، أنت لم تفعل شيئا لتحم الثورة، ويكفى أنك لم تتحرك ولا مرة من تلقاء نفسك، كنت تماطلنا على أبسط الحقوق، وتفاوضنا على بديهيات إسقاط النظام، وزرعت بيننا العداوة والبغضاء بعدما كنا «إيد واحدة» كل ذلك من أجل أن تضمن لنفسك وضعا فى الدستور يسيدك على العالمين ويجعلك الحاكم المستبد الأعلى بينما نقبع نحن فى الدرك الأسفل، لذا أعلن أنا العبد الفقير إلى الله والوطن أننى لست معترفا بالمجلس العسكرى، ولا بخطواته الغامضة التى يدير بها البلاد، وأقترح أن نتراجع عن كل الخطوات التى اتخذها المجلس منذ 11 فبراير الماضى، بما فيها إعلاناته الدستورية غير الدستورية، وانتخابات مجلس الشعب، وأدعو إلى انتخاب مجلس رئاسى مدنى فى أقرب فرصة لننقذ ما يمكن إنقاذه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة