اعتبر التالى من الكلام كما تعتبره، بس الأهم أن تكون على يقين بأن هدفى الأول هنا هو ضمان عيد سعيد وطيب لك ولأهلك ولأحبائك ، بعيدا عن أى أفكار قد تعكر صفو إجازتك وانفرادك باللحمة، إن كنت ممن باعدت بينهم وبينها فترة الكيلو «أبو 90 جنيه».
1 - لا تفكر فى أى شىء يخص العملية الانتخابية، وكن حذرا جدا من سيل الدعاية غير الشريفة التى سيبتكرها السادة النواب من أجل الحصول على صوتك، ولا تضع نفسك فى أى موقع قد يعرضك لسماع أى وعود انتخابية أو أى استغلال مزيف لثورة 25 يناير، حتى لا تقلب على نفسك المواجع، ها أنا أحذرك، ابعتد طوال أيام العيد عن الشوادر والمؤتمرات الانتخابية حتى لا تتذكر وعود المرشح السابق، التى طارت فى الهواء بمجرد أن جلس على الكرسى فتصاب بالسكتة القلبية أو تفقد بهجة العيد. لا تفكر فى العملية الانتخابية حتى لا تموت بحسرتك على عمرك الذى راح وأنت تحاول أن تفهم سر صوتك، الذى يتقاتل من أجله العشرات قبل ذهابك نحو صندوق الاقتراع ويتجاهلون صراخه ووجعه بعد أن ينفض مولد الانتخابات.
2 -لا تسأل عن مرشحى الرئاسة ولا تبحث عن خريطة تحركاتهم لأنها ستصدمك بتشابهها الشديد مع مرشحى النقابات، لا تسأل عن عمرو موسى لأن «مرارتك» لن تتحمل اهتمامه المفاجئ بالفقراء وسكان القبور، ولا تسأل عن حازم صلاح أبوإسماعيل، لأنه بالتأكيد يخطب فى مسجد ما عن ضرورة إجبار السائحات الأجنبيات على ارتداء الحجاب، ولا تسأل عن حمدين صباحى لأنك لن تعرف إلى أين ذهب، ولا تسأل عن الدكتور البرادعى ولا تحاول أن تدخل على «تويتر» حتى تتجنب لقائه ورسائله النضالية الكبرى.
لا تصدق أبدا.. أقول لك «أبدا».. أى كلام أو وعود لنواب سبق وأن جلسوا على كرسى البرلمان وحملوا كارنيه الحزب الوطنى، ولا أى وعود بخصوص الديمقراطية والحرية ومدنية الدولة التى تكون صادرة عن الأحزاب السلفية، ولا تصدق المرشحين الذين يستخدمون اسم ثورة يناير وميدان التحرير أكثر من استخدامهم لتعبيرات، تتضمن أفكارا وخططا حقيقية قابلة للتنفيذ.
فى إجازة العيد امنع نفسك من قراءة الصحف القومية ولا تفتح التليفزيون إلا على فضائيات الهلس والمسخرة، حاول بقدر الإمكان ألا تعرض نفسك لأى تصريح طائش من على لسان أحد المسؤولين أو الوزراء ، فأنت فى غنى عن ارتفاع ضغط الدم وألم البواسير والتنكيد على أهلك فى أيام العيد.
لا تنظر إلى لافتات مرشحى الأحزاب الدعائية حتى لا تصطدم عيناك بالشعارات الرنانة التى تعدك بمصر أفضل من سويسرا وأكثر ديمقراطية من أمريكا، فتذهب مرعوبا لتحض أولادك دون أن تقدم لهم أى تفسير واضح لخوفك المفاجئ هذا، والذى شعرت به بالطبع بناء على خلفيتك مع وعود أهل السياسة وشعاراتهم التى طالما وعدوك وأخلفوا وعدهم ولم تأتنا من وعودهم سوى كل ماهو عكسها أو كل ماهو مخالف لها فى الاتجاه والهدف.
4 -صل رحمك.. لا تترك صديقا أو قريبا أو جارا أو زميل عمل إلا وبادره بالعناق، وبالسؤال عن حاجته فنحن ياصديقى لم يعد لنا سوى بعضنا البعض، فهيا نضلل على بعض ونصنع من أنفسنا مجتمعا جديدا يلد أشخاصا قادرين على التكافل والتغيير فى المستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة