يومان مرا على نشر «اليوم السابع» خبر إقامة الحفل الغرائبى تحت سفح الهرم، وقد كتبت أمس مهاجما هذا الحفل اعتمادا على الخبر المنشور فى هذه الجريدة والذى يؤكد على لسان مصدر مطلع أن هذا الحفل «يهودى ماسونى» بينما أمين عام المجلس السيد مصطفى أمين يقول إنه لم يوافق إلا حينا وافق «الأمن»، أما صاحب الشركة المنظمة للحفل فقد جزم بأن الحفل غير مخصص لليهود، وإنما لكل جنسيات وديانات العالم، ولأن الخبر نزل كالصاعقة على بعض الزملاء سعت إحدى وكالات الأنباء إلى نفى الخبر على طريقة «العنب الحصرم» فأوردت تصريحا ملتويا لمدير منطقة الهرم ينفى فيه إقامة حفلا ماسونيا ولا ينفى فيه إقامة الحفل بطقوسه الغريبة، وقال «إن المجلس يوافق على إقامة حفلات خاصة فى منطقة الهرم، اعتقادا من أصحابها أنه تمنحهم القوة لإيمانهم ببعض المعتقدات الدينية فى معتقداتهم» بما يعنى أن سيادة المدير لم ينف الخبر لكن «الوكالة» نفت.
تصاعدت ردود الأفعال بشكل كبير، وحاول البعض أن يقلل من خطورته الموقف، مدعيا أن هذه الحفلات عادية وضرورية للسياحة، وكأنهم يريدون أن يمرروا كل شىء «قمىء» تحت اسم الدلع «سياحة» ورغم أنى لا أؤمن بفكرة الماسونية ولا خططها، لكنى أؤمن بأن الصهاينة يريدون أن ينسبوا هرمنا إليهم بكل الوسائل غير الشريفة ولا العلمية، وأنا أريد أن أسأل: هل من قبيل المصادفة أن يكون هناك فيلم أمريكى يؤسس لبعض الأفكار المسماة بالماسونية، تحت عنوان «11/11» وهو نفسه عنوان الحفل؟ وهل أيضا من قبيل مصادفة أن يتطابق الرمز الماسونى مع شكل الهرم المرسوم على دعوة الحضور لهذا الحفل؟ وكيف يفسر المدافعون عن هذا الحفل ممارسة هذه الطقوس الغريبة؟ وأية معتقدات خاصة يشير إليها السيد مدير المنطقة تريد أن تتوحد بالهرم ليخرج منه اللهب فيطابق شكل نجمة داوود التى هى عبارة عن هرمين أحدهما مقلوب وآخر معتدل؟
تصديق أن كل هذه التشابهات «مصادفات» يتطلب نوعا فريدا من «الهبل» قد لا يتوافر الآن إلا فى شخص واحد أو شخصين على الأكثر، لكن ولله الحمد كانت ردود أفعال المصريين البسطاء أكثر وعيا من حجج المتحججين، وبعضهم دعا إلى مظاهرة مليونية لمنع ممارسة هذا التهويد المتعمد لهرمنا الأكبر وهذا بالطبع ما لا نتمناه، والأفضل للجميع أن يتم إلغاء هذا الحفل حفاظا على الآثار وهويتها، خاصة أن هناك حكما قضائيا يمنع إقامة مثل هذه المحافل على أرضنا الطيبة.