محمد الدسوقى رشدى

الأهلى والزمالك.. مرض السياسة

الإثنين، 07 نوفمبر 2011 08:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الصراع بين جماهير الزمالك كروى الشكل والهتاف منذ قديم الأزل حتى لو تتطور الأمر إلى شتائم وسباب يظل محصورا فى نطاق اللاعبين وأمور الكرة.. تهتف جماهير الزمالك: «يا زمالك يامدرسة لعب وفن وهندسة» فترد جماهير الأهلى: «الأهلى كلية لعب وفن ورجولية».

تشتم جماهير الأهلى حازم إمام فترد جماهير الزمالك بحفلة سباب لأبوتريكة، وحتى عندما ظهر نوع جديد من الجماهير تحت مسمى الألتراس الأهلاوى والزملكاوى ظلت المعارك تدور فى نطاقها الكلامى مع الكثير من التحديث والتطوير باستخدام اللافتات والأعلام الكبرى والصور الضخمة والشماريخ والصواريخ، واتخذت الهتافات والتجاوزات اللفظية العادية أشكالا أخرى عبر أغانى وأناشيد يغنيها الجمهور على ألحان خاصة، ولكنها ظلت تحمل نفس التجاوزات والألفاظ قليلة الأدب الذى يكتمها التليفزيون خوفا على أحاسيس جمهور المنازل..

فما الذى حدث فى السنوات الأخيرة إذن؟ ومن الذى نقل لعبة التخوين والعمالة والتشكيك فى الوطنية والانتماء لمصر من الملعب السياسى إلى المستطيل الأخضر ومدرجاته؟ وكيف تحولت هتافات الجماهير من شكلها اللفظى الهجائى الكوميدى الذى ينتهى تأثيره بانتهاء المباراة أو بعدها بساعات إلى هذا الشكل الاتهامى الذى يزرع التعصب والفتنة التى لا يزول أثرها أبدا ولا تتوقف إلا بعد أن ترويها سيول الدم؟ من أى بئر شر جاءت تلك الفكرة لجماهير الأهلى برفع لافتات تصف نادى الزمالك بأنه نادى الإنجليز الخائن وعديم الوطنية الذى لا يستحق سوى أن يكون مكانه فى مزبلة التاريخ؟ ومن الذى أشعل نار تلك الفتنة ودفع جمهور الزمالك لأن يرد على تلك اللافتات ببيانات تصف النادى الأهلى بأنه معقل الخيانة والصهيونية والماسونية والجواسيس؟ ومن أى مكان جاء كل جمهور بالمعلومات التى صورت الفريق الآخر على أنه خائن وعميل؟ وهل معنى أن النادى تم تأسيسه على أيدى الإنجليز أنه خائن؟ وهل يعنى ذلك أن نسارع بهدم كل العمارات والبنايات التى أنشأها الإنجليز وقت احتلالهم مصر؟ وهل يعنى ذلك أن كل من اشترى من شملا وشوكوريل أصبح صهيونيا لأنها محال يهودية الأصل؟

مايحدث فى الملاعب المصرية وعلى المنتديات الرياضية والبرامج الرياضية الخيفة وينتهى بعقوبات منتهية الصلاحية ولا تعاقب سوى اللعبة نفسها مثل منع الجمهور من حضور المباريات وغيره، يحتاج إلى معاملة من نوع آخر، إلى تحليل عقلانى ومعالجة هادئة لأزمة إن ظلت على حالها فستتطور إلى فتنة ووحش هائج يجعل من كل مبارة مسرحا للدم والعنف.

مايفعله السادة الفارغون فى البرامج الرياضية وينتقل إلى الملعب والمدرجات بالشكل الذى نراه - مقلق، لأنه مؤشر على انتقال أمراض السياسة إلى المجتمع ككل، تبادل الاتهامات بالتخوين والعمالة هى فى الأصل لعبة سياسية قذرة اعتدنا أن تستخدمها السلطة فى مواجهة معارضيها، بل يستخدمها أهل المعارضة أنفسهم فى إقصاء خصومهم والسعى لتشويه صورتهم فى أذهان الناس.

مايفعله الألتراس الأهلاوى والزملكاوى والإسماعيلاوى فى الاستاد وأثناء المباراة وبعدها ليس من إفراز عقول هؤلاء الشباب الذين لا هم لهم سوى تشجيع فرقهم والتهليل للأهداف، مايفعلونه أمر آخر خارج نطاق الرياضة يتم بتحريض غير مباشر من رموز اللعبة والذين يديرونها ويتكلمون باسمها فى مصر وكانوا فى العهد الماضى يربطونها ويربطون إنجازاتها بمبارك وأهل السياسة بمناسبة وبدون مناسبة فى محاولة لنيل الرضا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة