عادل السنهورى

بداية ساخنة.. وغير مبشرة

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2011 11:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أننى من المتفائلين دائما بالمستقبل حتى فى أحلك الظروف والمحن الشخصية والعامة، فإن الأجواء الساخنة والملتهبة التى سيطرت على الساحات والمساجد فى صلاة عيد الأضحى المبارك، جعلتنى أتردد قليلا فى نبرة التفاؤل المفرطة بداخلى بشكل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وبمجلس الشعب القادم الذى من المفترض أن يكون معبرا عن التغيير الحقيقى لمصر بعد ثورة يناير.

ساحات الصلاة والمساجد تحولت إلى منابر سياسية، ومنصات للدعاية الانتخابية الفجة والصريحة، رغم تحذيرات اللجنة العليا للانتخابات، والعقوبات التى حددتها للتجاوز فى استغلال المنابر، والشعارات «قولا وفعلا ورمزا» من الأحزاب والفصائل السياسية، سواء بتوظيف خطب المساجد أو بإصدار الفتاوى أو برفع الشعارات واللافتات الدينية.

لكن سلوكيات البلطجة والتجرؤ على هيبة الدولة وقوانينها، أصبحت سمة عامة فى عهد حكومة الدكتور شرف «اللينة»، فالحكومة تصدر القوانين وتسن التشريعات، ولكن واقع الممارسة على الأرض، يسير فى اتجاه آخر باستهانة شديدة، وبلامبالاة متعمدة بسلطة الدولة وبهيبة القانون، وضرورة احترامه والحرص على تطبيقه والانصياع لتنفيذه.

تيارات الإسلام السياسى من السلفيين والإخوان استغلوا صلاة عيد الأضحى والأجواء الروحية فى هذه المناسبة الإنسانية العظيمة أسوأ استغلال، وجنحوا بها إلى الدعاية الانتخابية، وإصدار الفتاوى التى تدعو بشكل مباشر إلى مرشحى الأحزاب السلفية، وحزب الإخوان، وقام أنصار هذه الأحزاب بتوزيع بيانات ومنشورات على المصلين، تدعوهم فيها إلى انتخاب مرشحيهم.

لكن أخطر ما جرى من خطب فى الساحات، وعلى منابر المساجد، هى تلك الفتاوى التى أطلقها بعض رموز التيار الدينى، والتى بلغ بعضها مداه فى عدم جواز منح أصوات الناخبين لمن لا يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فى برنامجه الإسلامى، وبشر الشيخ حازم شومان الداعية السلفى الأشهر فى المنصورة، وصاحب مقولة إن «العلمانية يعنى أمك ما تلبسشى الحجاب»، بأن حكم الإسلام والإسلاميين قادم لامحالة، والشيخ المحلاوى اعتبر أن ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا التى دعت إلى مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، قامت من أجل إحياء «الأمة الإسلامية وتمهيدا لدولة الخلافة».
إذن هى ضربة بداية غير مبشرة على الإطلاق، وإذا استمر تجاوز القانون واستغلال المنابر فى الدعاية لتيارات بعينها، فإن الأيام المقبلة حبلى بفتاوى تكفيرية صريحة، ضد كل من سيدلى بصوته لغير السلفيين والإخوان..!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة