أكرم القصاص

حسبة برما.. وصائدو الأصوات

الأربعاء، 09 نوفمبر 2011 10:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فعلا حسبة برما، وليست انتخابات. لوغاريتمات معقدة.. لا نعرف العبقرى الذى خطط وفصّل هذا النظام المعقد الذى يجمع كل ألغاز الانتخابات فى العالم. وهى ألغاز ليست من اتجاه واحد، وإنما من عدة اتجاهات. هذه الصعوبة سوف تضيّع الكثير من الأصوات، وربما تفيد المحترفين وصيادى الأصوات.

اللوغاريتمات تبدأ من شكل القوائم، وتركيبتها، وتقسيم الدوائر وحتى طريقة الاختيار، وحساب الأصوات. لوغاريتمات قبل وبعد الدعاية الانتخابية.. وألغاز تتعلق بالمرشحين فى القوائم وعلى المقاعد الفردية، تجعل من الصعب على الناخب الاختيار الصحيح بين أعداد ضخمة من المرشحين، موزعين بين قوائم وأفراد، من ضمنهم عدد كبير من نواب سابقين، ونصابين، وكذابين. يمكنهم الاستفادة من الارتباك، والاختباء فى زحام لايخلو من فوضى.
إذا فهم الناخبون تقسيم الدوائر، فسوف يجدون أنفسهم أمام لغز القائمة والفردى. المواطن يحتاج إلى نصف ساعة ليتفهم ألغاز القائمة قبل الاختيار.

التقسيم الجديد للدوائر يجعل الخداع ممكنا، حيث يذوب المحترفون ضمن دائرة أوسع، تجعل إمكانية اصطياد الأصوات واردة، والمحترفون هم الأكثر استفادة من الألغاز والغموض.
المحترفون جماعات وتيارات وأفرادا، مستعدون لهذه الحالة، ويسعون للاستفادة بأكبر قدر من الأصوات، استغلالا لهذه الفوضى. التى تجعل الانتخابات استمرارا لما كان يجرى فى السابق، مع بعض التعديلات الطفيفة. أما التيارات والأحزاب الجديدة، والشباب، فإنهم يخوضون انتخابات فى بحر متلاطم، دون أن يمتلكوا أدوات العوم.

«كأنك يا أبوزيد ماغزيت»، لسان حال المواطنين الذين يرون أنه لاشىء تغير فى المعادلة، القواعد والقوانين هى نفسها. والمرشحون يتزاحمون للفوز،ويصبون وعودهم وقبلاتهم على وجوه الناخبين، بحثا عن أصواتهم. الرشاوى الانتخابية أصبحت علنية، ولا يوجد التزام بقواعد الدعاية والحملات، ولا بأسقف الإنفاق.

المرشح بالقائمة أو الفردى مستعد لعمل عجين « الانتخابات» من أجل أصوات الناخبين، ويراهن على أنه إذا فاز، سيكون أمامه سنوات قبل أن يخوض الانتخابات مرة أخرى.
الأحزاب القديمة والجديدة لم تفكر فى رفع الوعى بالانتخابات، والتبصير بأهميتها، وتركت المواطنين فى حيرة، وتفرغت للبحث عن أكثر الطرق لاصطياد الأصوات، ولم تسع للتعرف عما يريدوه المواطنون، أو ما يطالبون به. وساهم المحترفون فى تعقيد الصورة، ولم يسعوا لشرح أو توضيح النظام الانتخابى، حتى يزيلوا غموض حسبة برما وألغازها. وتفرغت للسعى من أجل أكبر قدر من المقاعد، وهو سعى مشروع، طالما التزم القواعد، لكنه سعى مصحوب بالرشاوى واستغلال الثغرات، والخداع الدعائى.

ولا نتوقع تغييرا فوريا، لأننا لانزال نسير بالقصور الذاتى لنظام أفسد كل شىء. والتغيير يبتعد كلما تصاعدت الانتهازية الحزبية والسياسية. التى يحاول الشباب عبر روابط ومساعٍ جماعية لفضحهم، لكنهم يمارسون السعى فرديا ومن دون إمكانات، فى محاولة لإزالة غموض حسبة برما أو تفويت الفرصة على الانتهازيين من صائدى الأصوات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة