وائل السمرى

ارتياح الأستاذ «هويدى»

السبت، 10 ديسمبر 2011 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خصص أستاذنا الكبير فهمى هويدى الذى أكن له كل محبة واحترام، مقاله أمس الأول فى جريدة الشروق «المجتمع أصدر حكمه» لإعلان «الارتياح» إزاء سقوط عبدالمنعم الشحات فى انتخابات الإعادة، معتبرا خسارته درسا لمن يسيئون إلى «الدين والدنيا»، ولاحظ هنا أن الأستاذ يقر بأن بعض الإسلاميين يسيئون إلى الدين متوافقا مع رأى الليبراليين، لكنه عاد مرة أخرى ليوحى بأن الشحات وقع ضحية مؤامرة من وسائل الإعلام، وأنه «لم يخيب ظن الذين نصبوا له الفخاخ» ناسيا أن المهندس عبدالمنعم كان ومازال يشغل منصب «المتحدث الرسمى للدعوة السلفية» أى أن زملاءه هم الذين اختاروه ليخاطبوا العالم من خلاله، ولو أن هناك فخا حقيقيا فزملاؤه هم الذين نصبوه له، وأوقعوه فيه.

يحيلنى هذا المقال بنظريته التآمرية إلى مقال آخر بعنوان «استعداء واستعلاء» كان الأستاذ قد نشره يوم 6 ديسمبر الحالى، وفيه هاجم الليبراليين كعادته، مستقبحا ردود أفعالهم، وملوحا بأنهم يتشابهون مع الصحف الإسرائيلية فى هذا الفزع، كما لو كان يقول: انظروا إنهم يشبهون اليهود، وفى الحقيقة فإنى أرى، وليسامحنى الأستاذ أن قياسه واستدلاله «فاسد» لأن هناك العديد من الصحف الإسرائيلية والأمريكية رحبت بنتيجة الانتخابات، بل إن بعضهم قال إن الأفضل لإسرائيل وأمريكا أن تتعاملا مع الإسلاميين لأنهم «مريحون فى التعامل» مثل السعودية وبقية دول الخليج، وسارعت أمريكا إلى مقابلتهم وإقامة الجسور معهم، وإذا استخدما نفس الآلية فى القياس فلا يغضب الأستاذ إذا قال أحد إن بعضا من أصدقائه من الإسلاميين يتماثلون مع الإسرائيليين فى العديد من المواقف مثل موقفهم المؤيد لمبارك وتحريمهم الخروج عليه، وموقفهم المناهض لليسار المصرى.

يتخيل الأستاذ فى مقاله أن المثقفين والسياسيين ودعاة الدولة المدنية قد تحولوا إلى «فرق النائحين والنائحات» بعد إعلان فوز الإسلاميين بالعديد من مقاعد البرلمان والحقيقة التى لم يذكرها الأستاذ، أن هناك العديد من الإسلاميين المعتدلين أيضا قد فزعوا من نتائج الانتخابات لخبرتهم بنوايا أبناء فصيلهم، أما لو كان الأستاذ يريد أن يرى «المندبة» فعلا فلينظر إلى حال المتشددين من الإسلاميين بعد فوز مصطفى النجار أو عمرو حمزاوى أو البدرى فرغلى، بعد أن خابت مخططات تشويههم واغتيالهم سياسيا، فقد وصل الندب إلى المنابر، واحتقر بعض الخطباء أهالى المناطق التى لم تنتخب الإخوان او السلفيين، وأهانوهم ووصفوهم بأنهم حمير ودواب!

اقرأ معى قول الأستاذ عن عبدالمنعم الشحات فى مقاله «المجتمع أصدر حكمه»: « كنت كلما أسمعه أو أتابعه أشعر بأنه يوجه إلىّ «إهانة شخصية»، ولك أن تتساءل معى: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تسارع برد هذه الإهانة أو نفيها؟ ولماذا انتظرت حتى يسقط وظللت ساكتا عن الذى تعلن الآن أنه الحق؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة