البداية ليست مبشرة، وجماعة الإخوان اختارت التصعيد وامتنعت عن حضور أولى جلسات المجلس الاستشارى الذى شكله المجلس العسكرى ويضم 30 شخصية عامة، إضافة إلى ما يقترحه المجلس من ضم أعضاء جدد بالتشاور مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
الجماعة رأت فى تصريحات اللواء مختار الملا عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة للصحف الأجنبية بشأن ضوابط اختيار شخصيات الجمعية التأسيسية لوضع الدستور قبل انعقاد البرلمان، الفرصة للانسحاب من موقع القوة والنفوذ الآن، فثمرة السلطة قد أينعت وحان قطافها بعد نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، وبالتالى فوضع الدستور فى رأى الإخوان مسؤولية المجلس الذى اختاره الشعب بحرية تامة.
المجلس العسكرى يرى أن البرلمان القادم لا يمثل جميع المصريين، والنواب الجدد لن يمثلون كل طوائف المجتمع، بالتالى فإعداد اللجنة التأسيسية بواسطة المجلس الاستشارى طالما أنه يضم شخصيات ورموزا تعكس التنوع السياسى والفكرى والدينى فى المجتمع إلى حين تشكيل البرلمان وضع منطقى ومقبول.
انسحاب الإخوان ورأى العسكرى يعيد الخلاف وربما الصدام إلى المربع الأول ويزيد من حدة الاستقطاب والانقسام السياسى فى المرحلة المقبلة بعد انتخابات البرلمان، ولكن لا نتوقع حدوث صدام صلب بين المجلس العسكرى والإخوان بما يشبه الانقلاب على الأحداث والجدول الزمنى لتسليم السلطة وخلط الأوراق، إلا إذا حاول الإخوان فى لحظة التيه بنشوة الانتصار التصعيد إلى درجة أعلى من منطلق القلق بشأن دور البرلمان، الذى سيحتكره الإسلاميون، فى إعداد الدستور، أو كانت هناك نوايا غير معلنة من المجلس العسكرى لإعادة ترتيب أولويات الانتقال السلمى للسلطة بعد الاكتساح الكبير للتيار الإسلامى لانتخابات الجولة الأولى والخوف من السير فى طريق دستور لدولة دينية.
على الطرفين فى المجلس العسكرى وجماعة الإخوان يجب تفادى الصدام ومراعاة الظروف التى تمر بها البلاد ومراعاة المصالح العليا قبل المصلحة الحزبية والشخصية، فالدستور يتم وضعه بالتوافق الاجتماعى وليس باحتكار لمجلس شعب أو احتكار لسلطة، والدساتير فى العالم لا تضعها جماعة أو حزب أو برلمان، إنما تتفق عليه كل فئات المجتمع، والحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأمة بعيدا عن التصريحات العنيفة أو المواقف التى تدفع إلى المواجهه والصدام.
فى ظنى لن يحدث صدام لأن معركة الدستور لا تعنى المجلس العسكرى وحده ولا تخص الإخوان وبرلمانهم القادم وحده، إنما تخص وتعنى فى الأساس الشعب بأكمله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة