أعطى نجاح البدرى فرغلى ومحمد عبدالعليم داود ومصطفى النجار ومن قبلهم عمرو حمزاوى وغيرهم فى انتخابات المرحلة الأولى درسا بليغا إلى الذين يقيمون ما حدث من زاوية واحدة، وهى أن الناجحين من «الحرية والعدالة» و«النور السلفى» حققوا نتائجهم لأنهم رفعوا شعارات دينية أدت إلى سحب الناخب إلى الصندوق دون تفكير، خاصة أن هذه الأسماء وغيرها تغلبوا بجدارة على منافسيهم من الحزبين.
صحيح أن هذه الأسماء تعرضت لحملات تشويه منظمة دفعت داود إلى القسم بأنه يؤدى الصلاة والصيام ويخرج الصدقات وحج إلى بيت الله، ودفعت فرغلى إلى القول بأن الحزب الوطنى كان أرحم، لأنه لم يلجأ لسلاح التكفير، وإذا تأملنا مثلا معركة الاثنين فسنجد أن وقود معركتهما أشعله أيضا ناخبون جدد من مناطق جغرافية تم ضمها إلى دوائرهم التقليدية بعد التوسع الهائل فى الدوائر، وهو ما يعنى أن نجاحهما لم يأت من معاقلهما التقليدية فقط.
فى بورسعيد حيث البدرى فرغلى، وفى كفر الشيخ حيث محمد عبدالعليم داود، لا تستطيع الحديث عن نجاح الاثنين لأن دوائرهما ثرية، كما لا تستطيع أن تسحب هذا المبرر على النجار وحمزاوى فى دائرتى مدينة نصر ومصر الجديدة، فالدائرتان مزدحمتان بالمناطق العشوائية، وأغلبية الناخبين فيهما ليسوا من الأثرياء، بما يعنى أن المرشح يستطيع أن يسكن تحت جلد الناخب بمواقفه المحترمة، وعطائه المستمر، وخطابه السياسى الصادق، ونظافة ذمته المالية، ويتساوى فى ذلك مرشح الأحزاب ذات الطابع الإسلامى والأحزاب اليسارية والليبرالية، وغيرها.
ما أذكره لا يعطى صك براءة لمن يستخدم الشعارات الدينية فى الانتخابات، كما لا يعطى صك براءة لحزبى «الحرية والعدالة» و«النور»، لكن يعطى صك البراءة للناخب المصرى الذى تعرض لتشويه منظم طوال حكم مبارك، ومع ذلك مازالت لديه القدرة على فرز الصالح والطالح من المرشحين، ومازالت لديه القدرة على حفظ الجميل ورده إلى كل من وقف فى خندق الحق ومقاومة الفساد، وحدث هذا منذ سنوات مع شخصية بقيمة خالد محيى الدين الذى تعرض لحملات تكفير أيضا، وأبوالعز الحريرى الذى نجح فى الإسكندرية، والخلاصة تأتى فى أن الصدق والاجتهاد هو أقصر طريق لقلب الناخب، ويتساوى فى ذلك إسلاميون وليبراليون ويساريون وناصريون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة