أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الأحزاب عاوزة إيه

الأحد، 11 ديسمبر 2011 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من إيجابيات الانتخابات البرلمانية الجارية الآن، كثرة عدد المرشحين، خاصة الوجوه الجديدة التى لم تظهر من قبل فى أى انتخابات، أو أشخاص لم يكونوا يفكرون فى خوض سباق الانتخابات المزورة للحزب الوطنى.

لم يكن السلفيون هم الفصيل الوحيد الذى يخوض الانتخابات لأول مرة، بل أيضا شباب من اليمين واليسار، بعضهم لايمتلك أى إمكانات، وكان من الصعب عليهم الترشح فى مباريات الحزب المنحل. ومن بين الأحزاب الحالية لايوجد غير الإخوان المسلمين، وحزبى الوفد، والتجمع، وبعض فلول الوطنى لهم سوابق فى الترشح للانتخابات السابقة، والتى لم تكن انتخابات، بل عمليات حشد وتسويد لصالح الحزب الوطنى، مع بعض المقاعد لزوم التمثيل أمام العالم.

ولهذا فإن وجود مرشحين جدد للانتخابات أمر إيجابى، حتى لو كان من بينهم من يرفض الديمقراطية، أو يتشكك فيها، أو يحرمها. فهؤلاء سوف يتعلمون السياسة والديمقراطية، خاصة أنهم لم يعرفوها ولم يجربوها من قبل. ولأن الأحزاب القديمة تعانى من أعراض التسلط، وديكتاتوريات داخلية ورؤساء أحزاب مزمنين، ومتسلطين فى اليسار واليمين.

لم تعرف الأحزاب تداول السلطة، ومعظم من نراهم من سياسيين يفضلون العمل الفردى، ويعجزون عن العمل الجماعى، وقد رأينا كيف سعى كل تيار سواء الأخوان أو الوفد للانفراد بالسلطة داخل التحالف، الأمر الذى هدم فكرة التحالف قبل أن تبدأ. وكان يمكن أن تتفق الأحزاب على أهداف تسعى لتنفيذها، حيث إن الدستور القادم يفترض أن يكون معبرا عن مطالب الشعب فى الحرية والعدالة والمساواة، وتكافؤ الفرص، ويحدد صلاحيات الرئيس والبرلمان والحكومة، ويرسى الفصل بين السلطات.

لكن الأحزاب والقيادات القديمة انتصرت لفيروس الاستبداد، وزرعت الشك فيما بينها، وانتابها الطمع السياسى، وصورت لها انتهازيتها أنها يمكن أن تفوز بغنيمة. والنتيجة أحزاب تناقض بعضها، ومن الصعب معرفة ماذا يريد هذا الحزب أو ذاك. وحتى فى تعاملها مع المجلس العسكرى، كان كل حزب يقول كلاما مع المجلس، وكلاما أمام الكاميرات. لتظهر تناقضاتها وتبدو انتهازيتها أكثر.

طبعا كل حزب وكل مرشح، يؤكد أنه يعمل من أجل الصالح العام أو يتحدث باسم الشعب، بينما فى الواقع يعمل من أجل مصالحه، ويريد الانفراد بالسلطة. فى وقت كان ومازال يتطلب موقفا سياسيا واضحا، يلبى مطالب الشعب، حتى لو تناقضت مع الأهداف الضيقة للأحزاب.

آثار النظام السابق لاتزال تجرى فى دماء الأحزاب. وكثير من الرأى العام أصبح يراها انتهازية ويسأل: « الأحزاب عاوزة إيه»، وهو سؤال ينطبق على السياسيين الجدد والقدماء، المصابين بفيروس التسلط.. تتعارك على كعكة غير موجودة، وتحتاج إلى سنوات من الممارسة حتى تتعلم الديمقراطية، لأن فاقد الديمقراطية لايعطيها. الرهان على السياسيين الجدد، أن يعالجوا من فيروس التسلط، ويتعلموا الديمقراطية بعيدا عن الشعارات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة