أعتقد أن المجلس العسكرى ظلَم الجنزورى بشكل مباشر وظلم أيضًا الشعبَ المصرى حينما كلَّف الرجل برئاسة حكومة الإنقاذ الوطنى؛ فالجنزورى المرفوض -شكلاً وموضوعًا - بعيد كلّ البعد عن المشهد الثورى الذى انفجر كالبركان وانتفض وانقطع مع الماضى المستبدّ، فضلاً على أن الجنزورى هو أحد دعائم وركائز نظام مبارك المخلوع، وتولّى الجنزورى الحكومة بعد الثورة المباركة، يعنى أن المجلس العسكرى يحاول استنساخ نظام مبارك، وهو بذلك يعرقل الثورة المصريَّة التى قامت ضد الظلم والديكتاتوريَّة وكأن مصر عقمت أن تنجب رئيسًا وطنيّا صاحب كفاءة، فأتى العسكرى بالجنزورى الذى لا يعرف شيئًا عن الثورة ولا شبابها، بدليل اعترافه بأنه كلَّما جلس مع بعض من الشباب قيل له إنهم لا يمثّلون شباب الثورة.. فكيف إذن سيعبِّر عن ثورة 25 يناير، والشعب الذى قاد الثورة، وهو لا يعرف شيئًا عنها؟!
هذه الوزارة بأسمائها لا تلبِّى طموحات الشعب المصرى، ولا تتناغم مع الثورة، بل بعضها كان ضدّ الثورة مثل محمد إبراهيم وزير الداخليَّة.
شباب الثورة وجموع المصريين يطالبون بحكومة وطنيَّة، فلماذا يتجاهل العسكرى مطالب الشباب والقوى السياسيَّة ويأتى بفلول النظام الهالك على رأس الوزارة، ويحاول إعادة إنتاج الديكتاتورية مرة أخرى؟ كأنه لا يرى ولا يسمع مطالب الثوَّار، نحن نريد أن ننهض بمصر، الشعب المصرى بثورته العظيمة يريد وزراء ثوارًا شبابًا وأصحاب خبرة.. ومصر مليئة بهؤلاء، لماذا لم يُستجبْ لمطالب الجماهير بتعيين شخصية وطنيَّة مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أو حمدين صباحى أو غيرهم من الشخصيات التى تحظى بتوافق وطنى؟ وهل عقمت مصر أن تلدَ رئيسًا للوزراء شابّا مثل أوباما فى الولايات المتحدة الأمريكيَّة؟! ونحن شعب جدير بالحريَّة والديمقراطيَّة ونحمل كل مقومات التقدم، وخير دليل خروج هذا الشعب فى ملحمة وعرس ديمقراطى فى الانتخابات البرلمانيَّة، هذا الشعب جدير بأن تكون له حكومة وطنيَّة تمثِّله ونابعة من إرادته، وليست حكومة بدرجة سكرتير عند المجلس العسكرى ولا تملك صلاحيات حقيقيَّة حتى فى اختيار وزرائها الذين ينتمون إلى نادى العجائز.
نحن نريد دولة حديثة متقدمة تقوم وتنهض على أكتاف الشباب، العالم من حولنا يتطور ويتغيَّر ويحكمه الشباب، ونحن مازلنا متيمين بالعجائز والعقول البالية، فقد آن الأوان لمصر أن تتقدَّم بشبابها الذين بهروا العالم فى 25 يناير.