كلما حوارتهم نثروا الرماد فى فمك والغبار فى عينيك، رغم أن أعينهم فيها القذى والخشبة معًا كما ورد عن السيد المسيح، وهؤلاء تنطبق عليهم الآية الكريمة فى القرآن المجيد: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب». صدق الله العظيم.
الملاحظ أن معظم من يتحدثون عن الفضيلة فى الفضائيات الآن لا يجدون وقتًا لممارستها لأنهم يخرجون من منبر إلى منبر ومن فضائية لأخرى ويتحدثون بغرور واستعداء هو أبعد ما يكون عن رسالة الإسلام وجوهره ومنهجه كما قال رب العزة: «ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك». وقوله تعالى: «ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم». هل طبق دعاة التطرف وغولات السلفيين هذه الآيات وهم ينبشون فى القبور فينعتون أعظم أديب أنجبته لغة الضاد بصفات فاحشة، والعالم كله يحتفل بمئويته ويحتفى بأدبه، ويضربون كرسيّا فى كلوب الفرحة، هل من أخلاق المسلم أن ينبش القبور ويمثل بأصحابها وهم فى دار الحق ونحن فى دار الباطل، هل من أخلاق المسلم أن يفتى فيما لا يعلم ويدعى أنه قرأ وهو لا يعرف إلا عنوان غلاف رواية، هل من الجائز أن أتكلم فى النقد الأدبى وأنا لا أعرف الفرق بين المنهج النفسى والمنهج الدلالى أو السيموطيقى مثلاً فى نقد الرواية؟ هل من اللائق أن أحرض على اغتيال أديب كان فى قمة العطاء والتواضع والزهد وهو لا يملك حق الدفاع عن نفسه لأنه فى ذمة الله؟ من الذى أعطى لهذا المغمور حق إلقاء القار والزفت على مبدع غيّر الأدب العربى والإنسانى بما أبدع، من الذى أعطاه الحق من قبل لأن يصف الحضارة الفرعونية بأنها حضارة عفنة؟ وماذا يعرف هو عن هذه الحضارة كى يصفها؟ هل قرأ متون الأهرامات؟ هل قرأ أوراق مانيتون أو هيردوت أو موسوعة سليم حسن، هذا الزاهد العبقرى الذى عكف سنين عمره وأخلص عن قناعة لترتيب هذا التاريخ وتسجيله وترجمته وشرحه فى عمل دؤوب خالد يشرف كل مصرى، هل قرأ كتاب فجر الضمير لـهنرى برستيد؟ هل قرأ أصول الوصايا العشر عند الفراعنة التى تشير لجوهر كل الديانات قبل نزولها فى المعاملة والحياة والسلوك والصح والغلط والتى كانت أساس العقيدة المصرية القديمة، وعلى أساسها يخف عمل الإنسان أو يبطل فى آخرته عند إلهه العدل ماعت وهى.. لم أقتل لم أزن لم أكذب لم ألوث ماء النيل وإلخ.. وأكرر هذا قبل نزول الأديان والرسالات عندما كانت البشرية تعبد النار والحجارة وكان المصريون لديهم قناعة وعقيدة بوجود آلهة حتى أن خوفو فى الأسرة الرابعة كان لديه قناعة بوجود إله واحد لا متعدد، وقال فى كتابه «إنه ليس كمثله شىء» وهو نفس ما ذكره إخناتون فى الأسرة الثامنة عشرة، إذن من قال إن عقيدة المصريين عفنة، فهو أعفن من الرد عليه، أما قوله بتكفير الأقباط والدعوة لطردهم من مصر فلن يرد عليه أقباط مصر بل كل مسلم مستنير لديه جار مسيحى أكل وشرب وتربى معه ووجده لصيقًا له وقت الشدة والحاجة، وجمعته به حضارة وتاريخ وأوقات فرح وألم وحلم ومستقبل وطن يجمع كل المواطنين، هو من سيرد الآن وحتى قيام الساعة.. أيها المتعصبون المرضى ارحموا مصر من ناركم وسعاركم وغلكم.. ارحمونا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة