سواء كنت من الذين نزلوا إلى ميدان مصطفى محمود، أو هتفوا فى العباسية، أو تضامنوا مع روكسى، أو من أهل ميدان التحرير، لابد أن تعترف بفضل ثورة 25 يناير على مصر.
ضع رؤيتك المتعلقة بأداء شباب الثورة، وخرم عجلة الإنتاج، والمؤامرات الماسونية، على الرف، وتعال إلى منطقة الإدراك التى تبدو فيها فضائل تلك الثورة على هذا الوطن واضحة وجلية، بداية من خلع ديكتاتور جعلنا نظن أننا ميراثه الذى سيورثه لمن يشاء، ومروراً بالخلاص من شلة منتفعين فسدوا وأفسدوا ونهبوا وسرقوا، وانتهاء بحصول كل مواطن على فرصته الأولى فى الوقوف أمام صندوق الانتخابات ليدلى بداخله بأمانته، دون خوف من سرقتها أو تزويرها.
أليس من حق ثورة أعادت رسم خريطة هذا الوطن، بل المنطقة العربية، من جديد، مهما كان اختلافك مع أهلها، أو ملاحظاتك على أداء من صدروا أنفسهم للحديث باسمها، أن نمنحها فرصة التواجد داخل البرلمان؟، أليس من حق هذا الوطن أن نمنحه برلماناً مغايراً لا غلبة فيه لصوت على آخر؟، أليس من حق الوطن علينا أن نضع له داخل برلمانه المنتخب أصواتا شابة لتمنحه المزيد من الحيوية والحماس؟
استدعِ الكثير من تركيزك وجهدك لو كنت من أهل المرحلة الثانية فى الانتخابات لأن دورك صعب، أنت مطالب بأن تساعد الثورة، وأن تدفعها للأمام، وتمنحها القوة بإضافة عدد آخر من المقاعد البرلمانية إلى رصيدها، اختر صوت الثورة من بين المرشحين، اختر الصوت الذى يعبر عنها من داخل أى حزب أو تيار، لا تمنح مقاعد البرلمان لهؤلاء الذين يحدثونك عن الاستقرار أكثر من الحديث عن الحق والعدل، لا تختر الجبناء الذين يدفعوننا مرة أخرى للسير فى ظلال الحوائط بحجة الأمن والأمان.
قف كثيراً أمام لوحات الدعاية وأوراق المرشحين، وفتش على ملامح برامجهم، وانفر خفافاً، واهرب بصوتك بعيداً عن كل مرشح فشل فى أن يلخص برنامجه العملى فى جملة أو أكثر، ولجأ إلى الشعارات العامة مثل «مصر بكره أحلى»، أو «من أجل الاستقرار»، أو «معاً نحو النهضة» ليس فقط لأنها جزء من عملية نصب كبيرة، ولكن لأننا شبعنا من شعارات الحزب الوطنى ونظام مبارك، والتى كانت دائما تتحدث عن العبور إلى المستقبل دون أن تخبرنا عن الوسائل، فغرقت وغرقنا معها.
أنا لا أستعديك ضد فئة أو تيار بعينه ياصديقى، أنا فقط أذكرك بأننا لا نريد برلماناً حصرياً لصالح جماعة أو حزب أو كتلة معينة، أذكرك بأن هناك أصواتا بين شباب الثورة تعرف ما هو أكثر من الهتاف، وتملك ما هو أكثر من الطموح، أذكرك بأسماء مثل إسلام لطفى، وخالد تليمة، والدكتور عمرو الشوبكى، وأنصحك، والنصيحة لله، بأن تدفعهم نحو البرلمان، ولن تندم أبداً، ليس فقط لأنك ستسهم فى تحقيق التوازن المطلوب فى مجلس الشعب حينما تختار مرشحاً أو أكثر من أبناء قائمة «الثورة مستمرة»، ولكن لأن الشوبكى وتليمة ولطفى ينتمون لتلك الفئة المخلصة فى الميدان، والقادرة على التفكير والتعمير خارجه، ولأنك باختيارك لهذه الأسماء ترد الاعتبار للثورة التى جعلت من صندوق الانتخابات كياناً أميناً على صوتك لا يسرقه، ولا يزوّره مثل زمان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة