محمد الدسوقى رشدى

الإخلاص ولا شىء غيره!

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011 07:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«انتخاب المنصف المرزوقى رئيس مؤقتا لتونس.. أنت بالطبع تعرف تلك المعلومة، وتعرف أن انتخاب المرزوقى تأكيد تونسى جديد على أن الأرض الخضراء تسير فى طريق مرحلتها الانتقالية بسلاسة وهدوء، والمرزوقى هو الذى قال بعد نجاح الثورة التونسية: «ندين للمصريين، علمونا أن نهتف ونقول لا عندما كانوا يصرخون وحدهم»، وهو أيضا لا ينتمى لحزب النهضة الإسلامى الذى اكتسح الانتخابات التونسية، هو مفكر أكثر ميلا نحو اليسار وحقوقى كانت مهمته الأساسية الدفاع عن حقوق الإنسان.. فهنيئا لتونس التى نجح أهلها، إسلاميين وليبراليين ويساريين ومفكرين فى الوصول إلى صيغة اتفاق من أجل استكمال المرحلة الانتقالية دون مطبات تعكر صفوها، بينما الإخوة فى القاهرة يتعاركون حول التافه من الأشياء، وحول الصغير من المكاسب والكراسى.

الكلام السابق جميل وجماله يكمن فى أنه سبب هدوء تعيشه تونس وصخب وارتباك وفوضى تعيشها مصر، وخلف هذا الكلام دلائل وتفاصيل كتبتها هنا فى نفس المكان بتاريخ 27 أكتوبر، وأعيدها عليك مرة أخرى إيمانا بأن التكرار بيعلم الشطار.

هل تشعر بالغيرة من الخطوات الثابتة الواثقة التى تقطعها تونس نحو البداية الديمقراطية الاستقرارية؟.. هل تشعر بغضب داخلى حينما تكتشف أن طريق المرحلة الانتقالية فى تونس ناعم وممهد، ويبدو من بعيد بلا أفخاخ، بينما طريق مرحلة مصر الانتقالية مثله مثل الدائرى والمحور وشارع فصيل، تحت سيطرة هواة عدم الالتزام بالمرور والقانون، وهواة الازدحام والمطبات والحفر والأفخاخ التى إن لم تصب سيارتك فى مقتل، تصنع زحاما لا ينتهى إلا برضا ربانى، أو بعد أن يكون الوقت قد عدى وفات؟

حتى تقترب الأمور بالنسبة لك أكثر وأكثر دعنى أخبرك بأن الفرق بين هذا السير التونسى المنتظم نحو عهد مابعد «بن على» وديكتاتوريته، وهذا التعثر المصرى الذى أدى إلى توهان ضاعت معه معالم النفق الذى منه نعبر إلى عصر مابعد مبارك، يشبه الفرق بين الطريقة التى كان يلعب بها حسن شحاتة فى بطولات أفريقيا القائمة على البركة وذبح عجلين لزوم فك النحس، والطريقة التى يلعب بها المنتخب الإسبانى أو الألمانى أو جوزيه مورينيو مع ريال مدريد، بما فيها من انضباط خططى، وأجندة مستقبلية واضحة، الفرق أيضا سببه أن زين العابدين بن على طغى وتجبر، وحرم التوانسة من الحرية، بينما مبارك أضاف إلى طغيانه وتجبره وسرقته للحرية بعدا جديدا، وهو تجفيف منابع العلم والمعرفة ونشر بذور التعصب والفوضى والعشوائية.

الفرق بين مصر وتونس يتضح أكثر حينما تكتشف أن أحدا من أهل تونس الخضراء لم يتقدم ويطلق على نفسه «المرشح المحتمل للرئاسة»، ويشغل الناس عن مرحلتهم الانتقالية بصراعات أخرى ونقاشات جدلية حول من يصلح أو لا يصلح؟، ومن هو مدعوم من الخارج، ومن هو ذو الحظوظ الذى يكون كرسى الحكم من حظه ونصيبه؟.

7مرشحين محتملين للرئاسة من النجوم، أمثال البرادعى وصباحى وموسى وأبوإسماعيل وأبوالفتوح وشفيق وسليم العوا، وغيرهم من عشرات المجاهيل والباحثين عن الشهرة شغلونا عن عمد بصراعاتهم وحملاتهم الهزلية، وتصريحاتهم المستقبلية الوردية، وبرامجهم التى لم تختلف كثيرا عن تصريحات وبرامج مبارك الانتخابية، هذا هو الفرق الذى تبحث عنه بين الوضع فى تونس والوضع فى مصر.. الإخلاص ياسيدى ولا شىء غيره.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة