حنان شومان

4 رسائل أولها من المغرب وآخرها إلى الله

الإثنين، 19 ديسمبر 2011 03:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رسائل هذا الزمن عادة ما تتميز بالقصر، فهى إم إس على جهاز محمول، أو تغريدة على التويتر أو عبارة قصيرة على حائط الفيس بوك، ولكنى أستأذنكم فى أن رسالاتى التى سأنقلها لكم أطول قليلاً، وأتمنى أن تقرؤها بقلوبكم وعقولكم قبل عيونكم.
الرسالة الأولى:
هل هناك أحد منكم مدرك لقيمة ثلاث حروف تُكون اسم بلدنا «مصر» لا أظن، وعلى كل حال فسواء كنت مدركا أو غير مدرك، فإنى أحمل لك رسالة من شاب عمره 24 عاما، يعيش فى آخر بلاد المسلمين المغرب، ويعمل سائق تاكسى فى مدينة مراكش بجنوب المغرب، التقيته فى آخر سفر لى وما أن فتحت فمى لأتحدث، فعرف أنى مصرية فقال لى «ياه أنت من مصر ما أروعكم نحن نحبكم ونخاف عليكم، وأنتم لا تستطيعوا أن تتصوروا كيف نخاف عليكم، أنا طوال الفترة الماضية كنت أعمل نهاراً على التاكسى وأجلس ليلاً أمام شاشة التليفزيون، لأطمئن على مصر، لم يكن النوم يزورنى إلا قليلاً»، واستطرد سائق التاكسى الذى لم أرد أن أقاطعه، وبدا كأنه أديب أو فنان يرسم بكلماته مشهدا دراميا فقال، مصر هى مصدر أماننا، مصر هى الثقافة والفن، بدونها نكون ناقصين، أرجوكى بلغى عنى رسالة لأهل مصر ارعوها وحافظوا عليها، فوالله يوم أن تحررت مصر من حكم مبارك وشعرت بأن ثورتها نجحت، بكيت كما لم أبكِ من قبل، لأن هذه هى مصر التى أحبها قد انتصرت... بلغى سلامى لمصر بالزاف «أى كثيراً بالدارجة المغربية».
انتهت رسالة سائق التاكسى المغربى التى حملنى إياها لكم، فأبكتنى لأنها ذكرتنى كم أنا محظوظة لأنى أنتمى إليها، وأبكتنى لأنها ذكرتنى، رغم بعد المسافات، كم أن أهلها أو على الأقل أغلبهم، لا يدركون كنزا لكونهم ينتمون إلى مصر، فلا تكتفى أيها المصرى بشعار «إرفع راسك فوق إنت مصرى» ولكن عليك وأنت ترفع رأسك أن ترفع مصر فى عيونك، ولا تدهس أرضها تطرفاً أو غلاً أو جهلاً أو خيانة، فهناك فى أماكن بعيدة ربما لا تعرفها أناس بالتأكيد لا تعرفهم ينتظرون منك غير ذلك.
الرسالة الثانية:
بعد وأثناء ثورة يناير التى تكاد ذكراها الأولى تمر خلال أسابيع قليلة، كانت كلمة فلول النظام تخيف أعتى شنب فى الدولة، فكان مجرد الإشارة لأحد بأنه من الفلول تعنى قتله معنوياً، ومع مرور الأيام ومن فرط استخدامنا لها بسبب أو دون سبب تحولت إلى نكتة، وفى أقل من عام تحولت إلى نكبة، حين صارت مفخرة لأناس اختفى الحياء لديهم فراح توفيق عكاشة صاحب شو الفراعين، يفتخر بكونه فلاً، كما يقول، ثم أتى تصريح أحمد زكى بدر، وزير التعليم الأسبق، الذى نشره «اليوم السابع» بفخره كونه من الفلول، ليؤكد مقولة إذا لم تستحِ فقل وأفعل كما شئت.. وهذه رسالة تحمل رسالة.
الرسالة الثالثة:
نائب الشعب هو الذى ينصر الشعب ظالماً أو مظلوماً، ونحن صار لدينا أقل قليلاً من نصف مجلس شعب منتخبا انتخابا حرا لأول مرة فى تاريخنا، فلم لا نجد حتى الآن نوابا تنصف حتى نصف الشعب أو حتى ربعه أو أى فصيل فيه؟!
فما بالى أرى نواب شعب أغلبهم اتجه لنصرة المجلس العسكرى الحاكم ظالماً وليس مظلوماً، وكأنهم يعلنون على رؤوس الأشهاد، أن الانتخاب الحر مثله مثل المزور هدفه هو نصرة الحاكم لا المحكوم، حتى إننا نكاد أن نكفر كشعب بأى فصيل ينوب عنا فزيد مثل عبيد.
الرسالة الأخيرة:
اللهم نجى مصر من كثير من أبنائها لأنهم أبناء حرام لا يستحقونها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة