وائل السمرى

سمعة جيش مصر

الإثنين، 19 ديسمبر 2011 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد تصدق ما أقول وقد تكذبه، لكنى علّمت نفسى فى الأوقات الحالكة ألا أنظر إلى أى شىء سوى ما تطمئن إليه قناعاتى ويرضى ضميرى، ويستسيغه قلبى، وقلبى حزين، نعم حزين، وأقسم لك أنى تمنيت الموت قبل أن أرى اليوم الذى تنتهك فيه أعراض النساء وأجسادهن على أيدى إخواننا أبناء الجيش المصرى، أقسم لك أنى أحب جيشنا حبا جما، وأنى مثل أى من ملايين المصريين، حلمت بأن أخدم فيه وأن أستشهد مرتديا زيه المقدس، وأقسم لك أيضا أننى كنت كلما طالعت رسومات الفنان البرازيلى «كارلوس لاتوف» التى يتهكم فيها على المجلس العسكرى، كان قلبى ينقبض، متدثرا بمشاعر أحسبها «وطنية» تأبى أن يتهكم «غريب» على أبناء بلدى حتى لو كانوا ظالمين، وقد يكون هذا الانقباض هو سبب عزوفى فيما بعد عن مطالعة رسومات لاتوف وسبب كرهى «الجديد» له، بعد أن كنت واحدا من معجبيه.
قلبى حزين بل قل إنه يتفطر حزنا وكمدا لما وصلت إليه العلاقة بين الجيش والشعب، أسأل نفسى: من المستفيد من تشويه صورة جيشنا أمام أعيننا، من المستفيد من إظهار جيشنا بهذه الحالة الهزيلة المزرية، من المستفيد بتلطيخ سمعته فى الوحل، واستعداء الشعب على الجيش أو استعداء الجيش على الشعب، أتساءل: كيف برر الضباط والجنود الذين حاربوا المتظاهرين بكل قسوة أفعالهم لأنفسهم؟ ماذا قالوا لهم كى يصل واحد منهم إلى الاستمتاع بالقفز على جسد أخيه، كيف سمح لهم شرفهم العسكرى بأن يدهسوا المتظاهرين تارة، وأن يجرجروا البنات من شعورهن تارة أخرى، وأن يجردوهن من ملابسهن تارة ثالثة؟
هل حقا يجبر المجلس العسكرى جنوده وضباطه على مشاهدته قناة «الأفاعين» أو «الفراعين» التى تبث سمومها وكذبها فى عقول الناس كما سرب بعض النشطاء ورقة رسمية قالوا إنها تثبت ذلك؟ وهل يصدق «خير أجناد الأرض» هذا الهطل المعبأ فى هذه القناة التافهة ولذلك يتعاملون مع المتظاهرين باعتبارهم خونة ومارقين؟ وهل وصل المجلس العسكرى إلى هذه الحالة من التدنى لدرجة أن يعتمد على تافه لا يتورع عن «بوس» أيادى الفاسدين من أجل تمرير خططه لشحن الجنود؟ وهل انتزع عقل الضباط والجنود للدرجة التى تجعلهم يصدقون هذا التافه؟
قد تصدق ما أقوله وقد لا تصدق، لكنى حزنت حينما رأيت جنودنا يهربون من أمام المتظاهرين خائفين من «شوية حجارة» فى يدهم، حزنت أيضا حينما رأيتهم يقذفون المتظاهرين بالحجارة، فهل وصل بنا الحال إلى أن يحارب جنودنا بالحجارة؟ وأن يمشوا فى الشوارع كالبلطجية يخطفون الشباب ويهتكون حرمات البنات، ويسحلون الجثث ويبولون من أعلى مبنى مكتوب عليه «الديمقراطية هى توكيد السيادة للشعب»؟ ويشتمون نائب الشعب، زياد العليمى.. «أمك على.. أم مجلس الشعب»؟
عودوا إلى ثكناتكم وكفاكم تلطيخا لسمعة جيش مصر الذى كان عظيما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة