سعيد الشحات

تحديات لـ«الحرية والعدالة»

الجمعة، 02 ديسمبر 2011 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الديمقراطية هى أن تقبل بنجاح خصمك، والمعنى السرى والسحرى فى نجاح أى مرشح فى أى انتخابات هو «يوم لك ويوم عليك»، «لك» بمعنى أن الناخبين الذين أعطوك أصواتهم، جاءوا لثقة فيك وفى برنامجك، و«عليك» بمعنى أن نفس الناخبين سيراقبون ما وعدت به، وعليه إما يجددون الثقة فى الانتخابات التالية، أو يسحبونها عقابا وتأديبا.

ومن هذا المعنى فالتهنئة واجبة لكل من فاز، وفى مقدمتهم قوائم «الحرية والعدالة» التى تصدرت نتائج الجولة الأولى، وكذلك قوائم حزب النور السلفى، ولو سارت الانتخابات فى المرحلتين الثانية والثالثة على هذا النحو، فإننا سنكون أمام برلمان أغلبيته من قوى الإسلام السياسى، وأقلية موزعة على باقى القوى السياسية، وبين الفريقين سنشهد سجالا فى الممارسة الديمقراطية، سيشعر المصريون بقيمتها طالما تقدم الحلول الواجبة والنافعة لمشاكل الواقع.

أمام الأغلبية التى ستأتى تحد كبير يتمثل فى أنها تجربة جديدة عليهم فى الحكم، تفرض ضرورة التعامل على أن الوطن يتسع للجميع، وأن الاحتكام إلى صندوق الانتخابات هو المعيار فى تنفيذ إرادة الناس، وأمامها تركة ثقيلة فى تنظيف الواقع من كل أخطاء النظام السابق، وأمامها تركة ثقيلة فى استعادة هيبة الأمن وفقا لأسس جديدة تقوم على الاحترام المتبادل بين الشرطة والشعب، وأمامها مشكلة البطالة التى تأكل كل الشباب حاملى الشهادات الجامعية والمتوسطة، أمامها قضية الاستثمارات الخارجية والداخلية، أمامها العلاقات الدولية بكل دوائرها العربية والإسلامية والأفريقية والعالمية، وأمامها تحدى العلاقة مع إسرائيل المحكومة باتفاقية كامب ديفيد وما تمليه من شروط إذعان علينا.

أمام الأغلبية التى ستأتى، تحدى وضع دستور جديد يليق بمصر وثورتها، التى لولاها ما كان المصريون يعيشون الآن فى هذا العرس الديمقراطى، دستور يقوم على التوافق، وليس على احتكار الأغلبية بكتابته بالطريقة التى يروق لها، حتى لا تأتى أغلبية تالية، فتقوم بكتابة دستور جديد أيضا.

هناك ثنائيات خاطئة ظهرت فى الفترة الماضية مثل، العلمانية والليبرالية فى مواجهة الدين، والاستمرار فيها يقودنا إلى باب جهنم، وهناك آراء ضد الديمقراطية كمبدأ، والتى وصلت إلى حد تشبيهها بقطعة عجوة يأكلها الليبراليون، وأخيرا هناك تجربة ديمقراطية رائعة فى تونس والمغرب احترم فيها الفائزون من الإسلاميين طبيعة المجتمع، والمكتسبات التى تحققت فى البلدين خلال سنوات الحكم الماضية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة