وائل السمرى

شرف الاختلاف

الجمعة، 02 ديسمبر 2011 03:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتوهم البعض أنه بتغلب حزب على آخر أو فصيل سياسى على غريمه، أن الحياة قد انتهت وأن أوان الإحباط قد جاء، كما يتوهم الفائزون، أن فوزهم هو نهاية المطاف، فيمشون فى الأرض مرحا مختالين فخورين، وبين هذين الشعوريين المزيفين يضيع الوطن وتتوه سبله وتتشتت أهدافه، كما أن التمادى فى هذه الانفعالات المزيفة خيانة كبيرة للوطن الذى استأمنا على مصيره.
أقول لهذا لما لاحظته خلال الأيام الماضية من اضطراب لدى القوى المدنية الوطنية بعد إعلان بعض نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية، ناسين أن المعركة لم تنته بعد، وأن هناك مرحلتين كاملتين من الانتخابات، ربما تقلب النتائج رأسا على عقب، وفى الجانب الآخر فقد ازداد غرور ممثلى التيار الإسلامى، واعتقدوا أن الأرض دانت لهم، متجاهلين أنهم حتى لو فازوا فى النهاية فإنهم يقفون على أعتاب امتحان تاريخى كبير، وأن خصومهم السياسيين لن يتركوا لهم الساحة السياسية، وهذه هى ميزة الديمقراطية، أن تكفل للفائز اتخاذ القرار وأن تكفل للخصوم حرية الرأى والتعبير والانتقاد والسعى نحو الفوز، فى تجسيد عملى للآية الكريمة «وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ».
نعم كان لابد من تطهير وإصلاح وإعادة ترتيب للبيت من الداخل قبل إجراء أى انتخابات، وكان لابد من إرساء قيم الحياة الديمقراطية وإتاحة الفرصة لكل التيارات والسياسية فى التعبير عن نفسها وشرح برامجها وتفنيد الاتهامات الموجة إليها من غريمها السياسى لعرضها على الرأى العام ليتأكد الناخب من اختياراته قبل أن يقف أمام الصندوق حائرا، لكن كل هذه الأحاديث قد فات أوانها، ونحن الآن أمام إرادة شعبية لا يجرؤ أحد على الوقوف أمامها، والشعب اختار الديمقراطية طريقا للتعبير عن رأيه، ولا أعتقد أن كائنا من كان سيقدر على انتزاعها منه.
إن كان البعض يشتكى من أن جهل وفقر شريحة كبيرة من الناس قد دفعها إلى اختيار خاطئ، فما علينا إلا أن نحارب الجهل والفقر، وإن كان عدم وجود إرادة سياسية قد جعل بعضنا يقف أمام اللجنة الانتخابية يسأل: أنتخب مين؟ فعلينا تدعيم الإرادة السياسية لدى المواطن، وإن كان بعض استغل موقعه الدينى سواء كان مسلما أو مسيحيا للضغط على الناخبين وتوجيههم، فعلينا من الآن أن نفضح هذه الممارسات ومحاربة تفشيها.
فرق كبير بين ثقافة الرضا بالمقسوم، وثقافة الكفاح من أجل نيل الحرية واستحقاق الحق، فرق كبير، بين ما اجتهد مبارك فى ترسيخه بداخلنا، وما زرعته ثورة يناير العظيمة فى نفوسنا، فرق كبير بين تسول الحقوق بأياد مرتعشة وعيون خانعة، ورفع الصوت للمطالبة به بثقة واقتدار، المعركة بدأت، بينما يحسبها آخرون قد انتهت، ولن يعيدنا أحد مهما كان إلى ما كنا عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة