«معركتنا أخلاقية قبل أن تكون سياسية، إننا نقاتل من أجل إرساء القيم والمبادئ ولن نخرج عن أخلاقنا مهما خرج الآخرون ومهما تجاوزوا»..
الكلام السابق يخص الصديق المحترم والمرشح الأكثر احتراما على مقعد الفئات فى دائرة مدينة نصر وحواشيها مصطفى النجار، قاله عقب انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات، وقبل استعداده لدخول مرحلة الإعادة أمام المرشح السلفى المدعوم إخوانيا المهندس محمد يسرى، وكلام النجار يشير من بعيد إلى التجاوزات والخروقات الكبرى التى ارتكبها حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى أثناء العملية الانتخابية بداية من رفع الشعارات الدينية بالمخالفة للقانون، وانتهاء بحشد الأنصار أمام اللجان وتوزيع الدعاية الخاصة بمرشحيهم، وهو عدم التزام بقواعد لعبة انتخابية قررتها اللجنة العليا للانتخابات، وارتضى الإخوان والسلفيون خوض المعركة على أساسها ثم نكروها وخالفوها بشكل أساء للشعارات الدينية التى خاضوا الانتخابات تحت مظلتها.
النجار يخوض معركته مدعوما بالقليل من الشباب الذين يحملون روح الميدان فى مواجهة آلة سياسية إخوانية وسلفية محترمة فى تنظيما وقدرتها على الحشد، ومع ذلك نجح أن يتفوق على المرشح المنافس بآلاف الأصوات، ولكن عمليات الانتخابات الحسابية دفعته نحو خانة الإعادة ليخوض مشهدا آخر من المعركة يوم الإثنين القادم تستدعى أن نقف كلنا بجواره ليفوز البرلمان القادم بنائب محترم وصوت ناضج فى ثوريته، مخلص لفكرته.
ولكن هل يمنع كل الكلام السابق عن تجاوزات الإخوان فى العملية الانتخابية، أن نقول لهم ألف مبروك؟!
أعتقد لا، ألف مبروك للإخوان لأن التجاوزات التى نتحدث عنها يقتصر تأثيرها على الجانب الأخلاقى، ولا يمتد أبدا إلى عدد الأصوات التى حصل عليها مرشحو الجماعة وتفوقهم على منافسيهم، الإنصاف يقول ذلك ياصديقى، يقول بأن الحرية والعدالة والنور السلفى حققا فوزهما الواضح فى المرحلة الأولى بفضل تنظيمهم وتواصلهم مع الناس فى الوقت الذى كانت فيها الأحزاب والقوى الأخرى مشغولة بمعارك الفضائيات والمناصب.
أنا لا أخشى على الطوابير التى خرجت بإصرار وانتظرت أمام اللجان دون ملل من أجل المشاركة من التيارات الإسلامية أيا كان توجهها وأيا كان منهجها، أنا لا أخاف على مصر التى تعلمت الخروج إلى ميدان التحرير لإسقاط الطغاة والظالمين والفاشلين من أغلبية إسلامية فى البرلمان والنقابات، فالمواطن المصرى مهما كانت بساطته ومهما كان صبره سيكون العصا القادرة على تقويم أى أغلبية تراودها السلطة عن نفسها وتدفعها نحو الاعوجاج عن خط خدمة الوطن والمواطن.
من حق الإسلاميين أن يتسلموا الراية طالما جاءت عن طريق الصندوق، ومن حقنا أن نراقبهم ونحرمهم من الكراسى التى وصلوا إليها فى الانتخابات القادمة إذا فشلوا أو تخيلوا أنهم المتحدثون باسم الله فى أرضه، أنا لا أخشى على مصر من الإسلاميين، ولكن أخشى على الإسلاميين من السلطة، أخشى على القيم التى رفعوها شعارات أثناء الانتخابات أن تنهار تحت وطأة السياسية وألاعيبها.
صدقنى ياعزيزى مصر ليست فى مأزق بسبب هذا التفوق الإخوانى فى الانتخابات، بل الجماعة هى التى تعيش مأزقا حقيقيا فى توقيت صعب، فإما أن تقدم للناس برلمانا ثوريا حقيقيا قادرا على التشريع بما يخدم مصلحة الوطن، وقادرا على تقويم الحكومات لصالح المواطن، وإما أن تفشل مثلما فشلت حكومة عصام شرف التى جاءت على الأعناق بطموحات كثيرة مثلما جاء الإخوان بالصندوق، محملين بأحلام ناخبين كثر، وترحل وخلفها يكسر المواطنون مليون «قلة»!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة