لا أحد يعرف، لماذا تم تشكيل مجلس استشارى وماهى مهامه؟فالمجلس ليست له مهام تنفيذية ولاتشريعية، وكان يفترض أن يتم تحديد مهامه، ليكون فى المواجهة وأن ينتقل المجلس إلى ضمان الفترة الانتقالية ولا يضع نفسه طرفا، لكن النتيجة أننا لم نر استشاريا، وإنما مجلسا عسكريا يدير ويتصرف.
المجلس الاستشارى تم تشكيله بدون مهام واضحة، مجرد هيئة استشارية للمجلس العسكرى، كان يفترض أن يتم أخذ رأيه فى القرارات التى تتعلق بما يجرى مثل، التعامل مع الاعتصام أمام مجلس الوزراء أو التعامل مع ما يستجد، لكن المجلس الاستشارى لم يعرف مهامه ولم يفكر حتى فى أن يضع لنفسه مجموعة مهام يقوم بها فى المرحلة الانتقالية، لكنه لم يفعل، ومع هذا، قبل من قبل الانضمام، ورفض من رفضه، وكان موقف الذين رفضوا، أكثر اتساقا، لأنهم لم يروا للمجلس مهاما واضحة.
وعندما جاءت أحداث مجلس الوزراء، فضّل أعضاء بالمجلس أن يسارعوا بتبرئة أنفسهم، وأعلنوا الاستقالة من الاستشارى، اعتراضا على العنف المستخدم مع معتصمى مجلس الوزراء، ولم يقدموا تفسيرا لاستقالاتهم، وبدا أنهم يفضلون السلامة والحفاظ على صورتهم الإعلامية، أمام جمهورهم على فيس بوك وتويتر، ولو انتظروا إلى الجلسة الأولى ليعلنوا موقفهم، لكانت أرباحهم الإعلامية أكبر.
أعضاء «الاستشارى» المستقيلين سارعوا بإعادة حكى الأحداث من دون أن يقدموا مبادرات أو دعوات، أو حتى يعقدوا مؤتمرا صحفيا يحددوا فيه مواقفهم، ثم إن بعضهم ذهبوا ليتفاوضوا مع المتظاهرين والمجلس العسكرى لوقف العنف، ولما رفض المتظاهرون، فشلت المبادرة قبل أن تبدأ، لأن المبادرات يتم طرحها على الفريقين وليس على طرف دون الآخر، ثم إن المبادرات طرحت بعد فوات الوقت وسقوط شهداء، وبعد أن سالت دماء كثيرة واشتعلت حرائق. وبدا أعضاء الاستشارى الذين استقالوا والذين استمروا متأخرين فى رد فعلهم، وعاجزين عن تقديم مواقف واضحة، بعضهم كان يقول كلاما متناقضا والآخر يسعى لتبييض صورته أمام جمهوره. خاصة أن بعضهم يقدم برامج توك شو، بدوا فيها حائرين بين مشاعر مقدم البرامج ومشاعر الناشط، والاستشارى، اتسمت تعليقات الاستشاريين المستقيلين بالتناقض، والحيرة، لأنهم يريدون إرضاء كل الأطراف وانتهوا إلى «اللا موقف». فلا هم نجحوا فى حماية المتظاهرين، أو إقناعهم بفض الاعتصام، ولا فى إقناع العسكرى بوقف العنف.
كان عليهم من البداية عدم الانضمام لمجلس بلا صلاحيات، وانضمامهم يعنى أنهم اقتنعوا وعليهم أن يكملوا، لكنهم ظلوا استشاريين على سبيل الاحتياط.
واضح أن الخوف على الصورة أهم من الحرص على إعلان مواقف واضحة، وهى شجاعة أصبحت مفقودة لحد كبير. حيث يقول الواحد رأيا قبل الكاميرا، وآخر بعدها، وثالث أمامها.
والسبب هو الخلط بين المواقف، فالإعلام يتناقض مع منصب تنفيذى، وهو خلط كان شائعا من قبل ومازال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة