محمد الدسوقى رشدى

الرئيس هو الحل!

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011 08:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البحث عن حلول الآن أجدى نفعا من طرح أسئلة من نوعية: هل أخطأ المجلس العسكرى؟ وما هى أخطاؤه؟ لأن هذا سؤال تسبقه إجابته، وتقول كما قال آباؤنا الأولون: «الغلط راكب المجلس العسكرى من ساسه إلى راسه».

تلك حقيقة لا لبس فيها ولا غموض، ولا نحتاج فيها إلى فيديو يثبت أن رجلا من القوات المسلحة هو الذى عرى الفتاة المصرية وسحلها وحطم ضلوعها بركلة من قدمه، أو فيديو يثبت أن أفرادا من الجيش هم الذين سحلوا وأطلقوا النار على المتظاهرين، لأن المجلس الآن هو الراعى ونحن رعيته، وإذا أصيب أحد الرعايا فالمجلس هو المجرم إما بتعمد إصابته أو تركه يصاب دون حماية.

وبما أن المجلس قد فشل بالبينة فى أن يكون راعيا صالحا، فلا داعى لأن يفتح كل جنرال أزرار قميصه ويخرج علينا بصدره ليؤكد أنهم قادرون على العبور بمصر إلى شط الأمان، لأن الرحلة حتى الآن كلها خسائر على المستوى البشرى والتاريخى والمالى والاجتماعى.
الحل يا سادة المجلس قلناه مرارا وتكرارا وكتبته فى نفس المكان بتاريخ 19 نوفمبر الماضى فى صيغة سؤال يقول: «هل لديكم جميعا مشكلة فى أن نتحلى ببعض الشجاعة والاتساق مع الذات ونعلن فشل مرحلتنا الانتقالية ونعود لنفتح صفحة جديدة ونكتب فيها تاريخ مصر المستقبل على نظافة؟».

والصفحة الجديدة التى لابد أن نكتب فيها خطة مرحلة انتقالية محترمة تناسب مكانة مصر ودورها، هى تسليم عاجل للسلطة، وحتى لا يخرج السؤال القائل: نسلم السلطة لمن؟ من جحره، دعنى أخبرك بأن معنى تسليم السلطة هنا يختلف عن ماطرح خلال الفترة الماضية، أنا أعنى هنا وضع خطة من بند واحد يقول بضرورة تسليم السلطة إلى رئيس منتخب عبر طريقين، الأول من خلال انتخابات رئاسية مباشرة يتم الإعلان عنها عقب انتهاء انتخابات مجلس الشعب، وتجرى فى موعد أقصاه شهر من تاريخ الإعلان، أما الطريق الثانى فيتكلم عن تسليم صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة لرئيس مجلس الشعب المنتخب، من أجل الإعداد لانتخابات رئاسية سريعة ووضع الدستور، بحيث تتزامن ذكرى احتفال المصريين بالعيد الأول للثورة مع انتهاء المرحلة الانتقالية بأشواكها ودمائها.

كلمة أخيرة:
أنت تتساءل كثيرا عن سر عدم الحديث عن أخطاء المتظاهرين، وعن المتهورين الذين أشعلوا الموقف أمام مجلس الوزراء، وعن الذين حرقوا المجمع العلمى وعن المتظاهرين الذين ليسوا كثوار 25 يناير ولا يشبهون الميدان، وتطلب إدانات مباشرة لهم، وتحميلهم مسؤولية الأحداث الكاملة.

ربما يكون فى جعبتك الكثير من الحق، ولم يبرئ أحد فينا المتظاهرين من الأخطاء، ولم ينكر عاقل حجم كارثة إحراق «المجمع العلمى»، ولم ينكر عاقل أن شابا تجرأ على ضابط بقلة أدب كان هو السبب فى إشعال الموقف.. ولكن كل هذه الأخطاء تبدو بلا معنى حينما تقابلها بسحل وضرب وقتل وتعرية البنات، كل هذه الأخطاء لا مجال للحديث عنها إلا بعد القصاص للضحايا والشهداء والبنات اللاتى انتهكت حرمتهن.. لا تسأل عن المذنب فى صفوف المتظاهرين ياصديقى قبل أن تسأل عن المذنب الذى أوصلهم إلى تلك الحالة؟ وعن المذنب الذى كلما اشتعل حريق فى البلد حدثنا عن طرف ثالث وفشل فى أن يشير إليه أو يوقفه عند حده.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة