أصدق اللواء عادل عمارة، عضو المجلس العسكرى، فيما قاله بشأن وجود طرف ثالث بين الجيش والشعب لا يريد تلاحم الجيش والشعب ويريد إسقاط الدولة بدلا من إسقاط النظام، حسب تعبيره، وأصدقه فيما قاله حول وجود تخطيط منهجى لهدم الدولة بالدفع باتجاه استمرار وتفاقم حالة الانفلات الأمنى، وأضيف من عندى إن الدولة المصرية بعد الثورة كثر أعداؤها الذين لا يريدون لها أن تنهض، أو أن ترفع رأسها، وهؤلاء الأعداء فى الخارج، كما أن لهم أذنابًا فى الداخل طبعا، لكن ما الفرق بين كلامى وكلام سيادة اللواء؟
باعتبارى صحفيًا أستقى معلوماتى من الأخبار، وأعمل على تحليلها، والمضى بها خطوة للأمام فى محاولة للإمساك بالخيال الواقعى، كما نسميه فى مجالنا، فإذا أصبت فقد صنعت تقريرًا موفقًا، وإذا أخطأت فالوقائع تكشف وتعالج على الفور القصور فى وجهة نظرى، أما سيادة اللواء وأعضاء المجلس العسكرى، فهم رأس الحكم، وفى أيديهم كل السلطات وعناصر القوة، بما فى ذلك قوة القمع والسجن والاعتقال، وتحت أيديهم المعلومات الموثقة وجماع عمل الأجهزة الأمنية، لذلك لا يصح أن ينطلقوا من منطق الاتهام المجانى فى الفراغ لهذه الجهة أو تلك، وكأنهم يشتكون، لأنى ساعتها سأرد عليه قائلا: ليس دورك أن توجه الاتهامات يا سيادة اللواء، بل عليك أن تقوم بواجبك فى حماية البلد بالقبض على من يسعى للهدم والتخريب من الداخل أو الخارج.
أيضا سأطالبك أن تعلن فورا عن المؤامرة التى تحاك ضد البلد بدلا من محاولة الإيهام بوجودها وكأننا مستهدفون من عدو قوى يحاول تركيعنا، وأسألك ثانية يا سيادة اللواء أركان حرب: متى لم نكن مستهدفين؟ ومتى يصور الحكام صراع القوى والمصالح بين إدارتهم وإدارات القوى المنافسة باعتبارها مؤامرة؟ اسمح لى هذه المرة أن أجيب، عندما تكون إدارة الحكم متمكنة ومسيطرة، فإنها تتعامل بصورة مباشرة مع الصراعات الدائمة مع القوى المنافسة فى المحيط الإقليمى والدولى وتحجمها، وقد تستشرف وتوجه لها ضربات استباقية تحمى بها أمنها ومصالحها، أما إذا كانت الإدارة الحاكمة مرتبكة مهزوزة، فإنها تتلقى الضربات من أعدائها التقليديين وغير التقليديين وكأنها مفاجآت غير سارة، ثم تواجه شعبها بالشكوى والحديث عن نظرية المؤامرة تعويضا عن فشلها وتقصيرها.
يا سيادة اللواء.. لا توجد فى السياسة مفاجآت، بل أزعم أن الحياة كلها معروفة ومرتبة إذا أردناها كذلك بالتخطيط السليم والعمل على صناعة المستقبل بدلا من انتظار وقوعه على رؤوسنا مثل الدولاب المتهاوى على رؤوس المعتصمين فى شارع قصر العينى، لكن عتابى الكبير عليك سيادة اللواء أن كلامك تضمن هجوما وتعريضا بالإعلام وكأنه المسؤول عن تردى الأحوال، أو كأن الصحفيين يحرقون ويخربون المنشآت العامة، ولا أخفيك أن مثل هذا التوجه كان هو السائد فى عهد مبارك، يحترق قطار ويلوم المسؤولون الإعلام لأنه نشر الخبر، تغرق عبارة ويتلقى الإعلام اللوم، تسقط صخرة المقطم ويحملون وزر الضحايا على الصحفيين، فى إيه يا سيادة اللواء؟
الصحفيون يعرضون وقائع ويتابعون أحداثا، ليس فى أيديهم مسدسات ولا أسلحة بيضاء، ولا يملكون سلطة الحكم والإدارة، أنتم الذين تملكون القرار وتديرون.. وعليكم الاختيار بين أمرين إما أن تتحملوا المسؤولية وتتصرفوا على هذا الأساس بالكف عن إلقاء الاتهامات والشكوى، أو تتركوها لمن يستطيع الإدارة والعبور بنا فى هذه المرحلة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
المشكلة فينا يا استاذ كريم ..
عدد الردود 0
بواسطة:
hosny. z
شكر خااااص
تسلم ياكريم,,, آخر حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
نظمى
لفت نظر
عدد الردود 0
بواسطة:
نور الاسلام
العيب على الجميع
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور ماجد
ضبط شاب يزور أحد مصابى الثورة ومعه مسدس وملابس جيش!!
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق مصطفى
نقد بناء
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
المؤامرة واضحة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوالنجا
اعترض