من البديهى أن الحزب الوطنى ما زال هو الذى يتحكم فى كل مفاصل الدولة حتى الآن، لأنه ما يزال يدير مصر كلها من مواقعه الإدارية القيادية فى جهاز بيروقراطى عفن وجهاز أمنى أكثر عفونة، فما كان لأحد الموظفين فى أية إدارة من الإدارات أن يصل إلى درجة مدير عام أو رئيس قطاع أو وكيل وزارة إلا إذا لبس بدلة الحزب الساقط المنحل التى وقع عليها كمال الشاذلى أو يوسف والى أو صفوت الشريف ثم يعتمد التوقيع جمال مبارك ننوس عين الذليل المخلوع ووريث عرشه الذى أسقطته وكسحته إلى سجن طره (حتى الآن) دماء الشهداء وعزيمة الثوار وما زال هو الشريك القوى فى التشكيلة الحاكمة التى تشكل ملامح "المستبد الجديد"، ففى المستقبل المنظور سوف يكون هذا الحاكم "المستبد الجديد" هو تشكيلة من العسكر والإخوان والسلفيِّين والليبرالية اليمينية والحزب الوطنى، وهذا الحاكم الاستبدادى الجديد سوف يعيد تجديد نفسه، وإن كان هو امتدادا للحاكم المستبد الذى أسقطت ثورة 25 يناير المجيدة رأسه، وبقى منه جسده، لكن سوف يبقى فساد هذا الحاكم "المستبد الجديد" هو الوقود الذرى المخصب فى وجدان الشعب المصرى الذى يدفع بالثورة للانطلاق المستمر باتجاه تحقيق أهدافها النهائية، بالإضافة طبعا إلى العمل على خلق ديمقراطية من أسفل من خلال معارك الثورة والعمل على تطويرها بعد ذلك وبناء أحزاب ومنظمات وحركات سياسية متماسكة ترتبط بالبشر بشكل حقيقى أكثر جدية وصدقا من تلك الكيانات والتنظيمات والأحزاب السياسية الهزيلة والمبتذلة التى كانت تتصدر المعارضة الهزلية لنظام حكم الذليل المخلوع.
ولأن الحزب الساقط ما يزال شريكا أساسيا فى الحكم فإن أذرعته الفاسدة لم تزل موجودة وتعمل ليل نهار، ولا شك أن أفراد "اللجنة الإلكترونية" التى أنشأها نزيل ليمان طره ابن الذليل المخلوع ما زالت تعمل بدأب من خلف أجهزة الكمبيوتر، مستخدمين عشرات الآلاف من الأسماء المستعارة مثل "سبايدر" و"اللهو الخفى" و"عكوشة الإعلامى" و"فطوطة المفكر" و"ست أبوها المصرية" لملاحقة كل ما يكتب فى مواقع الصحف الإلكترونية، وهذه "اللجنة الإلكترونية" التى كان يترأسها على الدين هلال (أمين الإعلام) ومحمد هيبة (أمين الشباب)، حيث بدأت الأمانة العامة للحزب الساقط المنحل فى مخاطبة أمانات الشباب بجميع محافظات مصر لإعداد قوائم بالشباب والفتيات فى الوحدات والشياخات القاعدية بالحزب (الساقط المنحل) وسنهم من 18 إلى 35 عاما، بحيث يمثل كل وحدة 25 شابا و25 فتاة على الأقل، وتحتوى القائمة على الاسم، والرقم القومى، ورقم تليفون، وإيميل إن وجد، ورقم البطاقة الانتخابية، وعدد الوحدات (تبعا لما قاله الشاب الذى كان عضوا باللجنة الإلكترونية وظهر بالفعل فى لقاءات تليفزيونية متعددة) يتراوح بين 5000 إلى 6000 وحدة على مستوى الجمهورية) وتم بالفعل إعداد تلك القوائم وإرسالها إلى أمانة القاهرة فى ثلاث نسخ، ونسخة على "سى دى"، تلك القوائم التى كانت تعتبر الركيزة الأساسية والقوة الحقيقية للحزب (المنحل).
وكان دور اللجنة يتمثل فى تلقى اتصالات تليفونية من "محمد هيبة" وأعوانه بأسماء مواقع وجروبات معارضة للنظام على شبكة الإنترنت لتشويه صورة من ينضمون لها وتسفيه أفكارها وكل ما يكتبونه والسخرية منها، بمقابل مادى أو مقابل الحصول على امتيازات واستثناءات فى كثير من مصالح الدولة والإعلامية خاصة، أما دور "اللجنة الإلكترونية" فى محاولات إجهاض الثورة فى البدايات والالتفاف عليها (كما قال الشاب)، حيث تمت اتصالات من قبل الأمانة العامة ومسئولى المحافظات من مكتب "أحمد عز" ببعض الموثوق فى ولائهم للحزب ومبارك "الذليل المخلوع" بشأن تسيير مظاهرات مؤيدة للمخلوع والنظام الفاسد بمقابل مادى، ووعود بمناصب حزبية لتلك القيادات العكاشية السوقية، وشقق ووظائف فور انكسار الثورة واستتباب الأمر، مع التأكيد على أن بعضا من رجال الشرطة وأمن الدولة بشكل خاص سيؤمنون تلك المظاهرات"، ومع ذلك (وبالرغم من ذلك) لم ينجح فى الانتخابات الدائرة حتى الآن فل واحد من الفلول مهما جلس أفراد "اللجنة الإلكترونية" التعساء خلف كمبيوتراتهم يطاردون الشرفاء فى المواقع الإلكترونية بتفاهاتهم وأخطائهم الإملائية البائسة وآرائهم الأكثر تعاسة وبؤسا فما تزال الثورة مستمرة رغم فقع العيون وانتهاك حرمة الفتيات وقتل الشهداء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة