مصطفى فرغلى

فى حب مصر انتقدت الإخوان

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011 11:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن نخطو خطواتنا الأولى للديمقراطية التى حُرمنا منها، منذ أن حكمنا العسكريون، لا نريد أن ننسى أننا من يعطى الشرعية، وأننا من يمنح السلطات، وأننا من يحاسب المخطئ، وأنه لابد أن نصد ونرد من يصدر قرارات خاطئة لمن سيتولى أمرنا، حتى لا نواجه مبارك آخر، وجمال آخر، وسوزان أخرى، وعز آخر، وغالى آخر إلخ.

وقد قيل فى الأمثال "يا فرعون مين فرعنك قال ملقتش حد يصدنى"، ولأن المؤمن لا يلدغ فى جحر مرتين، فلابد أن نقول الحق ونقف أمام "أتخن تخين" حتى لا تؤخذ حقوق منحها الله لنا بفضل دماء شهداء ومصابى شباب 25 يناير.

ولأننا أشخاص نصيب ونخطئ ولسنا ملائكة، ولأن المؤمن مرآة أخيه، توجب علينا أن ينتقد بعضنا بعضاَ وينصح ًبعضنا بعضاًَ، توجب علينا أن نقول لمن أخطأ إنه أخطأ، توجب علينا ألا نصنع طاغية آخر وإن كان "أبى أو أخى أو ابنى"، توجب علينا أن نقول "لا" أن نقول "غلط".

أخى الإخوانى من هذا المنطلق انتقدتك حين تخليت عن الميدان وشباب التحرير، وحين رفضت بعض الوزارات التى عرضت عليكم.. انتقدتك فى حب مصر، أعلم أن الانتقاد كان عنيفاً، الأمر الذى جعل البعض يصفنى بالعلمانية، ومنهم من وصفنى بأكثر من ذلك، ولكنى انتقدت أشخاصاً يصدرون قرارات هم يرونها صحيحة، ورأيتها كما رآها الكثير غيرى خاطئة.

عندما انتقدت الإخوان، انتقدت من أنتمى إليهم ضمناًَ بينى وبين نفسى، دون الانضمام لحزب يجعلنى متحيزاً بنسبة كبيرة له، انتقدتهم من منطلق أنهم بمثابة - كما قلت فى المقال السابق - ابن لا يجب عليه أن يتخلى عن أمه، وهو يستطيع بقوته وعزوته أن يقف بجوارها فتقوى وتنهض، وكانت الأسباب التى قالها محمد بديع، "لا تسمن ولا تغنى من جوع"، من وجهة نظرى.. انتقدت الإخوان لأننا عانينا من لصوص وبلطجية وفاسدين ومزورين تولوا أمرنا عدة عقود، لم نتقدم خلالها خطوة واحدة للإمام، بل على العكس تخلفنا عمن هم دوننا.

عندما انتقدت الإخوان انتقدت من ظننت أنه يقبل النقد فى حب مصر، من أرى أنه سيحاسب نفسه، ويفكر ويفكر قبل أن يصدر قرارات قد تؤخر مصر فى التقدم، ولو لخطوة واحدة، فقط قلت للإخوان إن عليهم ألا يأخذوا من الدين ما يعزز مصالحهم فقط، على الإخوان أن يعملوا الضمير حتى لا يندموا فى الدنيا والآخرة، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وهذا ما يساوى "اتقى الله يا عمر"، والتى قبلها رضى الله عنه، وبكى وحمد الله أن وجد من يقول له اتق الله.

والآن فليعلم الإخوان أنهم إذا وُفِّقُوا فى الحصول على أغلبية البرلمان – ما أراه يتحقق - فيجب أن يكونوا أكثر اعتدالاً بعد دخولهم البرلمان، ومشاركتهم فى إدارة الدولة، نظراً لما سيحملونه من مسئولية ستلقى عليهم، فليحذروا وليفكروا وليتمهلوا قبل اتخاذ قرارات قد تهلكهم وتهلكنا جميعا. ودعونى أذكركم بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "مثل القائم فى حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا".. فعلينا إذن أن نركب السفينة، ونقبل النقد والنصح فى حب مصر، والذى نريد به مصلحة الوطن، وليتق كل منا الله، وليأخذ كل منا بيد المخطئ فتنجو سفينتنا.

وأقولها ثانية، "ربنا يدى كل واحد على أد نيته"، وللعلم، فإنى استخرت الله وسأعطى صوتى للإخوان، وليتحملوا إذن الأمانة وأرجو ألا يضيعوها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة