وجد الفنان عمار الشريعى نفسه رمزا للتجاذب بين «الإسلاميين» حول موقفهم من الفن والفنانين، وذلك بعد تربعهم على عرش البرلمان، وهو ما يدفع إلى ترقب ماذا سيفعلون حيال قضايا الفن، ومنها الغناء والموسيقى.
عمار له جولات سابقة فى موقف الإسلام من الموسيقى والغناء، وكان طرفها معه شيخان من كبار الدعوة الإسلامية، وهما الراحلان الدكتور محمد الغزالى، والشيخ عبد الحميد كشك، وفتح البعض نيرانه عليه حين روى قصتهما معه، وقبل أسابيع على صعود الإسلاميين بقوله: «بدأت أقرأ الفاتحة على الفن»، وتلقفت جماعة الإخوان مخاوفه بوعى لافت، فزاره وفد منها فى منزله، وأهدوه عودا، وطالبوه بالعودة إلى زمن الفن الجميل، أما هو فعبر عن إعجابه برؤية الإخوان المعتدلة للفن.
ما حدث من «الإخوان» أغرى الإعلامى المتميز معتز الدمرداش لإثارة القضية فى برنامجه «مصر الجديدة» يوم الأربعاء الماضى مع الدكتور حازم صلاح أبوإسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وكان تعليقه: «لن أهدى عمار الشريعى عودا ولا طبلة، ولكن سأهديه كتابا».
وبعيدا عن الجدل المغلوط حول: الفن والموسيقى والغناء حلال أم حرام؟، والذى قد يحاول البعض فرضه على أجندتنا أكثر من القضايا الملحة الأخرى، أقول إن ما فعلته جماعة الإخوان خطوة تسعى إلى التأكيد على أنهم رجال دولة، والتى تبدأ من محاولة لتهدئة مخاوف الرأى العام، حيال أنشطة كثيرة مثل الرياضة والفن والسياحة، بعد تصريحات متضاربة من قيادات «إخوانية»، بدا منها كما لو أن مصر مقبلة على انقلاب كبير وخطير.
ذهب الإخوان إلى عقر دار المعنيين بهذه الأنشطة، وبالرغم مما قد يفسره البعض بأن هذا نوع من التصرفات الظاهرية عكس الباطنية، إلا أننا أمام خطوات نقرأها فى حدود الظاهر منها، وهذا أجدر وأفضل من التفتيش عن النوايا، وفى مقابل ذلك جاء رأى حازم صلاح أبوإسماعيل، وفيه ميل لدور الفقيه أكثر من التعبير عن رجل الدولة الذى قد يصبح رئيسا، ورغم قوله إن الموسيقى عليها خلاف بين الفقهاء، وبالتالى فلن نمنعها، لكن هذا الرأى يصطدم بسؤال: ماذا لو تعرض مثلا إلى ضغوط فقهية تحملها قطاعات ممن تحرم الموسيقى؟، وعليه فإن خطوة الذهاب إلى عمار الشريعى هى الأوفق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة