المتحدث باسم حزب النور يسرى حماد قال للإذاعة الإسرائيلية كلاما طمأن الإسرائيليين، نشرته «المصرى اليوم» الأربعاء الماضى، لأن الرجل وجماعته ليسوا ضد كامب ديفيد، ولكنهم فقط يريدون تعديل بعض بنودها، وقال أيضا إنه لم يتلق حتى الآن دعوة رسمية من تل أبيب للحوار حول الأوضاع الحالية وصعود التيار الإسلامى، فى اليوم التالى قال للجريدة نفسها إن مراسل الإذاعة عراقى، وأنه فى حالة وجود طلب رسمى للمقابلة معنا فلابد أن يكون من خلال وزارة الخارجية، ولأن السادة الذين بنوا مجدهم الشخصى على محاربة التطبيع مع العدو انشغلوا بالانتخابات وتقطيع التورتة مع خلفاء الحزب الوطنى الراشدين، تم نشر هذا الكلام ومر على اعتباره نزوة صحفية من النزوات التى تعبر كل يوم، ولكنها تكسر جدارا جديدا من جدران الدولة المصرية، أين حمدين صباحى، وأمين إسكندر، وكمال أبوعيطة، ومحمد السعيد إدريس، والدكتور كارينجى، والمستشار الاستراتيجى؟ هل تصريحات المتحدث باسم حزب جاء فى المركز الثانى وسيشارك فى الحكم بعد ثورة وطنية عظيمة ليس تطبيعا وخروجا على الجماعة الوطنية، التى تعتبر الاستسهال والسذاجة التى يتعامل بها محدثو السياسة مع هذه الأمور كارثة؟ هل الانتخابات التى سمحت بالخروج على القانون لأناس يستخدمون الدين فى ابتزاز المتدينين أهم من التغاضى عن شخص قد يأخذ أنصاره فى رحلة تطبيعية مباركة تدفع ثمنها الأجيال القادمة؟ هل حل الثوار محل العدو، عند الذين اعتقدوا أن مصر بعد الثورة التى لم يشاركوا فيها فى «حجرهم» (بكسر الحاء)، وهل وظيفة الدكتور الشيخ هى بعث الطمأنينة فى نفوس الإسرائيليين الذين يقتلون المسلمين كل يوم فى وطنهم فلسطين؟، لا أحد من ثعالب الصفقات الانتخابية ومنظرى الفضائيات يريد كتابة الإجابة السليمة التى كانوا يحفظونها عن ظهر قلب أيام مبارك، هذه التجاوزات تسبب فيها المجلس العسكرى منذ البداية بفضل النابغة الدستورى ممدوح شاهين والمستشار طارق البشرى، المجلس الذى يطالبه معظم القوى الديمقراطية بنقل السلطة بعد الانتخابات، ويصر الإخوان الذين تعهدوا أمام الأمريكان بالحفاظ على الاتفاقات التى وقعها السادات ومبارك على استمراره إلى يونيو حتى لا تحدث فوضى، وكأننا نعيش فى أعلى حالات الاستقرار، الذى تجاوز الحدود، لدرجة من فرط الاستقرار، أكد وزير خارجيتنا أنه لا قلق من زيارة رئيس جنوب السودان إلى إسرائيل، وقال أيضا فى مؤتمر صحفى فى هيئة الاستثمار «متعرفشى ليه؟» إن مصر موجودة بقوة فى جنوب السودان وفى باقى دول حوض النيل، ونسى أن يقول إنها موجودة فى سيناء وشارع قصر العينى، وفتح وزير خارجية مصر صدره وقال إن مصر لا تقبل أى تدخل خارجى فى سياستها الداخلية والخارجية، تعقيبا على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التى قالت فيها إن العنف الذى استخدمه الجيش المصرى ضد المتظاهرات فضيحة وعار، وهو للأسف الشديد كلام صحيح، الجيش الذى نحبه ونجله ونحترمه، وتشاء الظروف أن القائمين عليه الآن لا يعرفون منزلة البلد الذى يحكمونه، ولا معنى الثورة التى حدثت، أنت لا تعرف أين أنت ولا أين أنت ذاهب ولا من هؤلاء ولماذا يصرون دائما أنهم على صواب؟ ولماذا يتركون مساحات محتملة للعنف، للدرجة التى دفعت متحدثا آخر هو عاصم عبدالماجد عن الجماعة الإسلامية «الغنية عن التعريف» أن يقول كما جاء فى «اليوم السابع» إن الجماعة قادرة على تطهير التحرير من البلطجية إذا فشل العسكرى؟ الرجل يعرض خدماته عينى عينك ويقول إنه تحت الطلب، بعد أن ركن المراجعات وفشل فى الانتخابات، ويريد أن يناله من الحب جانب مثل بقية الإخوة، الذين اعتقدوا أن الثوار يتعرضون للقنص ويموتون فرادى وجماعات من أجل تحقيق أهداف ثورتهم التى تسرق أمام أعينهم، ومن أجل مبادئ سامية ومطالب مشروعة، ومن أجل مصر التى فى المستقبل، وليس مصر التى فى الصندوق.