تتميز مصر «تاريخيا» بالعديد من الخصائص النادرة، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يزيد هذه الخصائص بأن حباها بمصدر أمنى يعرف كل شىء عن أى شىء ولا يفعل شيئا، وزاد عمل هذا المصدر فى هذه الأيام باكتشافه سيناريوهات تخريبية جديدة تدبر فى الخفاء عن وحوش سيكتسحون السماء والأرض، وألسنة نيران ستنبعث لتلتهم الأخضر واليابس، كل هذا دون أن يقدم لنا دليلا واحدا على كلامه، متشابها فى حكاويه هذه مع الجدة التى كانت ترهب الأطفال بحواديت أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة، وما علينا إلا أن نسمع كلام المصدر ونرتعب، ونموت فى جلدنا، ونأكل أصابعنا من الخوف.
سمعنا يا سيادة المصدر الأمنى، وارتعبنا، ولو أردت لبعثنا لك على عنوانك المجهول بـ«سى دى» مسجل عليه صرخاتنا وعويلنا وتشنجاتنا إن كان هذا يرضيك، أو إن كان هذا هو غرضك من إذاعة حكاويك عبر وكالة الأنباء الرسمية، لكن ماذا بعد أن عرفت أننا تخوفنا وانتابنا الهلع، نريد أن نرى لك أمارة، نريدك أن تقبض على هؤلاء المخربين وتقدمهم للمحاكمات العادلة بعد أن جمعت من الأدلة والبراهين ما يؤكد كلامك وحكاياتك، فمن المفترض أن عملك الأساسى يخولك بأن تكون وكيل العدالة فى جمع الأدلة والبراهين، وأن المحكمة هى مكان استقبال هذه الدلائل المادية والمعنوية التى حكيت لنا عنها لا وسائل الإعلام.
سامحنى يا سيادة المصدر الأمنى إن كان كلامى لا يروق لك، فقد هرمنا وورمنا من سماع هذه الحكايات منذ أشهر وسنين، وقد كنت أظن أنك من آثار العهد البائد وأنك ستتلاشى مع مبارك وأعوانه، وأنك سوف تكتسب اسما ومكانة فى الأيام اللاحقة تجعلنا نثق فى مصداقيتك، لكن يشاء الله أن تخيب توقعاتى وتطل بحكاويك مرة أخرى، لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنك أقوى من مبارك، وأن «لسه النظام مسقطش» وأن كله فان إلا وجهه والمصدر الأمنى.
ولكى لا يصل غضبك منى إلى مداه سأقول لك يا سيادة المصدر الأمنى أنى صدقتك، وأنى آمنت بكل كلمة قلتها، متغاضيا عن عشرات الكذبات التى كذبتها على فى سالف العصر والأوان، ولكى لا تغضب أيضا لن أحرجك وأطالبك بتقديم أدلتك للمحكمة، فسبق أن طالبنا السيد عمر سليمان بتقديم أدلته على اندساس عناصر مسلحة إلى التحرير ودخول عناصر من حماس وإيران إلى مصر لإحداث تخريب رأيناه بأعيننا فلم يقدم لنا شيئا سوى سيديهات مسجل عليها فيلم الباشا تلميذ ومشاهد للأهرامات والنيل رأيناها فى محاكمة مبارك، وإمعانا فى تصديقك سأقدم لك خطة لقطع الطريق على الفوضى، وهى تبكير الانتخابات الرئاسية والإسراع فى عمل الدستور من الآن لتنتهى المرحلة الانتقالية بقلاقلها ومخططاتها فى أسرع وقت، إيه رأيك؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة