وائل السمرى

أول القصيدة «إسرائيل»

الإثنين، 26 ديسمبر 2011 03:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يمنعنى اختلافى السياسى مع حزب النور من الإشادة بتصريحات رئيس الحزب الدكتور عماد عبداللطيف فى مقال سابق بعنوان «حزب النور الليبرالى»، لما لمسته فيه من سماحة واعتدال، وما هى إلا أيام قليلة حتى سمعت تصريحات نائب رئيس حزب النور، يسرى حماد لإذاعة جيش الاحتلال الصهيونى، والتى حملت تطمينات وترضيات غير مبررة لهذا الكيان المسموم، لم يرفض حماد الحديث مع إذاعة القتلة، بما يعنى أنه يرحب بالتطبيع الثقافى والإعلامى، وكذلك طمأن جنود الاحتلال على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، وقال لهم إن الحزب لم يكن ليلغيها، ساعات وفوجئت بالسيد يسرى ينفى ما جاء بالحوار جملة وتفصيلا على قناة الحكمة، ثم يعود ويؤكد إجراءه فى قناة الحياة، وأخشى أن يكون اختلاف التصريحات فى القناتين، يوضح أن السيد يسرى يتبنى خطابا مزدوجا، واحد للحكمة ومشاهديها من السلفيين والمتدينين، وآخر للحياة وجمهورها من عموم المصريين.!
ما كنت أتوقعه أن «النور» سيتجنب التقارب أو الصدام مع إسرائيل على حد سواء، خاصة أنه مازال فى المهد سياسيا، لكن ما فوجئت به، هو أنه فتح الباب على مصراعيه مع أول طارق، والصدمة كانت أكبر فى هذا «الفتح»، لأنه يعد أول اتصال خارجى للحزب، فاختار الحزب أن تكون خطوته الأولى نحو العالمية بإذاعة جيش العدو، ثم انتظرت حتى أعرف هل هذا الموقف الذى اتخذه حماد كان تلقائيا وعفويا كما أوحى؟ أم أنه جاء بناء على استراتيجية معدة سلفا؟ فصدمت ثالثا ببيان الحزب الرسمى الصادر أمس الأول، والذى لم يتضمن أية إدانة لحماد، بل جاء مؤيدا تصريحاته كما لو أنها «عادية» وأنه لا يمانع من التفاوض مع إسرائيل، وفى ذات الوقت «يؤكد أن الحزب يقف بقوة ضد محاولات التطبيع والحوار بكافة صورها» فتعجبت، كيف يعارض التطبيع سياسيا وهو يوافق على الاتفاقية التى تشترط أول ما تشترط.. تطبيع العلاقات السياسية، وإن كان المقصود هنا هو التطبيع الثقافى أو الإعلامى، فكيف يكون ذلك كذلك، ونائب رئيس الحزب أجرى حواره الأول لإذاعة جيش الدفاع.

العديد من المفارقات التى أتوقع ألا تكون الأخيرة، ظهرت بهذا الحوار المشبوه، وظهرت أيضا أول البوادر العملية لخطر خلط الدين بالسياسة، فربما يكون مقبولا أن يصافح سياسى عدوا، لكن غير المقبول أن يناضل شيخ على المنابر، منددا بالعدو الصهيونى، ثم نفاجأ به يصافحه والابتسامة على وجهه حول مائدة المفاوضات، والآن لنا أن نتساءل: هل حقا ستتطهر السياسة بالدين، أم أن الدين هو الذى سيلوث بالسياسة؟ بكره نشوف.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة