أكرم القصاص

شعبى وشعبك.. شعبنا كلنا

الإثنين، 26 ديسمبر 2011 07:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاتوجد كلمة تتردد فى الأجواء السياسية من يناير إلى الآن أكثر من كلمة ديمقراطية، وكلمة شعب. هل نتحدث عن شعب واحد عندما نقول «الشعب»، وهل الديمقراطية تعنى نفس المعنى لدى كل من يتحدث عنها؟. الخلاف فى المعنى والمقصود جزء من سبب الالتباسات الجارية الآن على الساحة، حول الثورة، والانتخابات، والمظاهرات، والحياة، والمطالب. إصرار على تقسيم الناس مع وضد، ومن ليس معنا فهو ضدنا، كل طرف يدعو للحوار، ونكتشف انه يقصد حواراً على طريقته وبقواعده.

خذ مثلاً عندما خرج المصريون بالملايين للمشاركة فى الانتخابات، أشاد الجميع بالشعب، وقالوا إنه واع وعظيم ويعرف قيمة صوته، ويصر على أن يمارس حقه فى الانتخاب والديمقراطية. وعندما جاءت النتائج كما هى متوقعة، بأغلبية للإخوان والإسلاميين، وجدنا من يشكك فى الأمر ويقول إن الديمقراطية ليست انتخابات فقط، وإن الانتخابات ليست كاشفاً، بعض الذين اتهموا الناخبين بقلة الوعى هم الخاسرون أو من رفضوا المشاركة. لم يبذلوا جهداً كبيراً وتفرغوا للصراعات والمجادلات، وتفرغ غيرهم للانتخابات. جزء من هذا صحيح، لكنه يرتبط بعيوب مستمرة من سنوات لم نعرف فيها الانتخابات. لكن بعضهم وجه اللوم للشعب وقال، إن أغلبيته أمية أو غير واعية سياسياً. فهل الشعب لو صوت لك يصبح واعياً ولو صوت لخصمك يصبح بلا وعى؟..

طبيعى إننا فى بداية تجربة الديمقراطية، وإن هناك عيوبا بالفعل فى النظام الانتخابى والدوائر، لكنها عيوب على الجميع، لكن الازدواجية تجعل البعض يشيد بالشعب عندما يخرج للانتخابات.. ونسحب الإشادة إذا صوت لخصومنا.. مع أنه لايعرف هؤلاء، ويراهم جماعة من المتشاجرين الصارخين المتناحرين يتصارعون على مصالحهم.

الانتخابات ليست وحدها التى يتلقى فيها الشعب النقد والتقريع، بعد الثورة انتقد بعض المتظاهرين من يسمونهم حزب الكنبة، ممن يطالبون بالتفرغ للعملية السياسية، «حتى نعرف راسنا من رجلنا» أو من تحدثوا عن عجلة الإنتاج، الرد لم يكن شرحا وإقناعاً، لكنه كان تقريعاً ومعايرة من نوعية «أنت قاعد فى بيتكم واحنا نازلين نجيب لك حقك». مع أن نفس هذا الشعب الذى يتحدثون عنه بضمير الغائب، منه آباء وأخوة ساندوا ودعوا وشاركوا. وعندما خرج المصريون فى الاستفتاء البعض ربط «نعم» بالجنة والنار، و«لا» بالوطنية والفهم. مع أنهم خرجوا يحلمون بحياة أفضل. وحتى الاستقرار أصبح محل سخرية. لم يكونوا قادرين على التفرقة بين مواد التعديلات التى اختلفت حولها النخبة..

كل شعوب العالم منها فئة تهتم بالسياسة، وأخرى تكتفى بالتصويت فى الانتخابات. والشعب يتعرض لشائعات وبيانات ومضادات. فيه الطيب والشرير والصادق والكذاب والفاهم والحافظ والانتهازى والأمين.. الشعب واحد متعدد الأفكار والآراء والطموحات.. بينما نرى سياسيين يتحدثون عن «الشعب» وكل منهم له «شعبه الخاص».. وقبل أن نلومه هناك كثيرون يستحقون اللوم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة