يبدو أن تونس أصبحت الشعلة المضيئة لنا، فمنها اندلعت الشرارة الأولى لربيع الثورات العربية، ومنها تأتى التجربة الديمقراطية التى بدأت بنجاح، ومنها يبعث رئيسها الدكتور منصف المرزوقى بآرائه المدهشة، التى تفتخر برموزنا فى الثقافة والفن والإبداع .
فى حوار خاص لقناة الحياة مع المرزوقى، تحدث أول أمس بفخر كبير عن أم كلثوم ونجيب محفوظ وطه حسين، قائلا: «قرأنا لنجيب محفوظ فى الأدب، وطه حسين فى الثقافة»، أما أم كلثوم فخصها بإشارة بليغة قائلا: «لم أكن أعرف وأنا صغير حين أستمع إلى أم كلثوم هل هى مصرية أم تونسية؟»، وكانت أم كلثوم قد زارت تونس فى الستينيات من القرن الماضى، وحظت بحفاوة رسمية وشعبية كبيرة، حيث استقبلها الزعيم التونسى الحبيب بورقيبة، وغنت رائعتها «الأطلال» أمامه وبحضور آلاف التونسيين فى ستاد تونس.
تحدث المرزوقى عن ضرورة أن تكون مصر لكل المصريين، ووضع يده على أعمق جرح نعيشه حاليا، وهو عدم تقبل الآخر، وهى المشكلة التى تجاوزتها تونس، أما فى مصر فلا أحد يستمع إلى الآخر، من الإسلاميين إلى الليبراليين والعلمانيين والقوميين واليساريين، فالكل مسؤول عن فتح هذا الجرح، والذى يتم تعميقه يوميا بدلا من علاجه.
الآراء السياسية للرئيس التونسى تفصح عن نوعية جديدة لقادة عرب يمارسون السياسة بعقلية المفكرين الذين يحترفون القراءة، ويحترفون الحديث والكتابة، ولهذا لابد أن ننتبه له حين يتحدث عن مصر بثقافتها وفنها، فهو يدعونا للنظر إلى تاريخنا بفخر واحترام، وينبهنا إلى أن أم كلثوم ونجيب محفوظ وطه حسين، كانوا رسل مصر إلى كل البلدان العربية، وصنعوا وجدانا عظيما لأجيال حلمت بوطن عربى واحد، ترفرف عليه أعلام الحرية والاستقلال.
ينبهنا المرزوقى من تونس، إلى سخف الرأى الشارد الذى قيل فى مصر، إن أدب نجيب محفوظ يدعو إلى الرذيلة والفجور والإلحاد، والأهم أنه ينبهنا إلى أننا نستطيع غزو قلوب العرب بالفن والثقافة، كمقدمة لفتح الطريق للاقتصاد والسياسة، والشاهد على ذلك، أن آراء الرئيس التونسى تأتى بعد أيام قليلة من إعلان الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، تكفله بإعادة بناء المجمع العلمى الذى احترق فى الأسبوع الماضى، وتأكيده على أنه مهما فعل لمصر فلن يسد الدين لها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة