ناجح إبراهيم

تساؤلات مهمة يحتاجها الإسلاميون اليوم

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 10:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءنى صوته عبر التليفون يسألنى كما تعود فى الدين.. لكن سؤاله اليوم كان غريباً:
هل حزب الحرية والعدالة فيه مسيحيون.. ولماذا يرشحهم على قوائمه؟
وهل يجوز أن نعطيهم أصواتنا؟
قلت له: كل الأحزاب يشترط قانونا أن يكون فيها مسلمون ومسيحيون.. وكل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فيها الآن مسيحيون بلا استثناء. ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة د. رفيق حبيب هو من المفكرين المصريين الممتازين. وهو من أوائل الذين دافعوا بقوة عن حق الإسلاميين فى المشاركة السياسية، وفى تكوين أحزاب ذات مرجعية إسلامية قبل الثورة، وهو لا يعرف التعصب الطائفى على الإطلاق، وهو يكتب ويعرف عن الفكر الإسلامى أفضل مما يعرفه الكثير من المسلمين.
قال لى: ولكنه يرشح أقباطا على قوائمه؟
قلت له: هناك فرق بين الجماعة والحزب، فالجماعة هى المجموعة من خواص المسلمين الذين يقبلون فكرها وطريقتها، أما الحزب فهو لكل المصريين الذين يريدون أن يخدموا وطنهم من خلال رؤية هذا الحزب. ويجوز للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أن تتحالف سياسياً مع المسيحيين أو الليبراليين أو الاشتراكيين أو غيرهم، وضابط ذلك فى الشريعة هو مصلحة الأوطان، وهى لا تتصادم مع مصلحة الإسلام.
قال: كيف ذلك؟ وما الدليل عليه؟
ألا ترى أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» تحالف مع بنى خزاعة فى صلح الحديبية وكانت مشركة ولم تكن مسلمة.. وفتح مكة رداً على العدوان عليهم من قريش وحلفائها.. فقد كانت بنى خزاعة رغم عدم إسلامها محبة للرسول «صلى الله عليه وسلم» ومتحالفة معه على الدوام.
ألا تذكر أن الرسول «صلى الله عليه وسلم» عقد مع يهود المدينة عقداً يشبه الدستور الحالى أو معاهدة الدفاع المشترك فى القانون الدولى، وهى من أعلى المعاهدات الدولية.
فالجماعات تختلف عن الدول والأحزاب، فالجماعات للدعوة إلى الله وفعل الخير، أما الأحزاب فهى للمشاركة فى البناء السياسى للدولة.
والدولة أوسع من الجماعة وفيها المسلم وغيره، والصالح والطالح، والإسلامى والليبرالى والعلمانى والاشتراكى، وكل هؤلاء لهم حقوق على الدولة سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم فى الفكر، ولذا فإنه يسع الدول والأحزاب ما لا يسع الجماعات، كما يسع الجماعات ما لا يسع الأفراد.
ثم كيف تسمح الخلافة العباسية بتولية المسيحى واليهودى كوزراء ولا نسمح لهم نحن بعضوية البرلمان.
كما أن ضابط تعامل الدول مع رعاياها ومع الدول الأخرى هو المصلحة العليا للأوطان.. وليس الولاء والبراء الدينى.
ثم أليس المسيحيون جزءًا من هذا الوطن.. ولهم همومهم ومشاكلهم وقضاياهم التى يرغبون فى أن يناقشوها فى البرلمان.. أم أننا سنناقشها بعيداً عنهم.
أليسوا يدفعون الضرائب مثلنا ويجندون فى الجيش مثلنا؟
وهل نكرر مع الآخرين نفس الإقصاء الذى قام به نظام مبارك معنا فلا نتعلم من دروس الحياة شيئاً.
أليس الإقصاء هو سبب كل الخراب الذى حل بمصر بعد ثورة 1952 وحتى اليوم؟
ومن تقصه اليوم فسيكون ضدك أبداً وسيشعر بعدم الانتماء للوطن.. ثم لماذا نحول الأصدقاء إلى أعداء دون أى داع؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة