يقدم رئيس حزب «الأصالة السلفى» الدكتور عادل عبدالمقصود عفيفى، حزبه إلى المصريين على طبق من الطائفية الخالصة، وذلك برفضه تقديم التهنئة للكنيسة المصرية على أعياد المسيحيين، مبررا ذلك بأن الكنيسة لا تمنع القيادات القبطية من استعداء أمريكا وأوربا وإسرائيل على المسلمين المصريين، وتطالبهم بالتدخل فى الشؤون الداخلية لتحرير مصر من المسلمين بوصفهم غزاة ومحتلين ومستعمرين أو ضيوفا وعليهم الرحيل من مصر.
وبالرغم من مزاعم الدكتور عادل عبدالمقصود بأن له أصدقاء وجيرانا مسيحيين يرتبط معهم بعلاقة مودة وثيقة، ويقدم لهم التهنئة بأعيادهم، إلا أن تصريحاته تنسف هذه المزاعم، وتلعب على وتر الطائفية بامتياز، كما أنها تحرض المسلمين الذين يصدقونه على التعامل بعدائية مع الكنيسة التى هى الرمز الروحى والإيمانى للأقباط، مما يقود إلى تغذية روح التطرف، بما يؤدى إلى التفكك، فى توقيت يجب أن توجه فيه كل الطاقات للبناء بمشاركة الجميع، مسلمين وأقباطا، وكل الأطياف السياسية المصرية.
يستند رئيس حزب الأصالة إلى آراء يذكرها مسيحيون متطرفون نحو المسلمين، لكنه يتجاهل فى نفس الوقت آراء متطرفة يرددها مسلمون متطرفون نحو المسحيين، ولو كانت المؤسسات الدينية الرسمية فى الجانبين تتبنى هذه الآراء المتطرفة، لكنا شاهدنا حربا دموية بين المسلمين والمسيحيين، لكن الله سبحانه وتعالى يحفظ مصر بأزهرها المعتدل، وكنيستها التى رفضت مرارا وتكرارا أى نوع من التدخل الأجنبى فى شؤون مصر، والشاهد على ذلك رفض قداسة البابا شنودة، كل محاولات الغرب للتدخل فى شؤون مصر عقب حدوث عمليات إرهابية ضد الأقباط، وأبرزها تفجير كنيسة القديسين فى ظل نظام مبارك، وهدم كنيسة أطفيح، وأحداث ماسبيرو بعد ثورة 25 يناير، أضف إلى ذلك موقفه الرافض لأى نوع من تطبيع العلاقات بين الكنيسة وإسرائيل، ورفضه للضغوط التى تعرض لها من النظام السابق لتغيير هذا الموقف الذى التحم به مع مواقف جموع القوى الوطنية قبل ثورة 25 يناير.. اللافت فى موقف رئيس حزب الأصالة، أنه يتناقض مع موقف المؤسسات الإسلامية الرسمية ممثلة فى الأزهر ودار الإفتاء، حيث يحرص شيوخها الكبار على تهنئة الكنيسة بأعيادها، وهو ما يعنى أن الرجل يدعو إلى التمرد على هاتين المؤسستين، رغم أنهما ضابط الإيقاع فى الفتاوى الدينية التى يطلبها المسلمون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة