بالرغم من الارتباك الذى ساد المرحلة الانتقالية فقد خرج المصريون للتصويت فى الانتخابات وقبلها فى الاستفتاء.. كان خروجهم تعبيرا عن الأمل، بعد ثورة غيرت نظاما ظنوا أنه قدرى، وجاءت الانتخابات بكل ما سبقها وما رفقها من خوف ألا تتم، المصريون خرجوا وحرسوا انتخاباتهم وأعلنوا رغبتهم فى بناء دولتهم، ومهما كانت اتجاهات التصويت يجب الاعتراف بالنتائج، وبأن الخروج انتصار للأمل على الخوف.
نتائج الانتخابات ستقود إلى برلمان انتقالى، أما برلمان المرحلة الجديدة فلم يولد بعد، ربما فى انتخابات قادمة، حتى يكون معبرا عن أجيال ما تزال غير قادرة على المنافسة، ولو امتلكت الهدف والرغبة فى التغيير، ومن ملامح الأمل فى الانتخابات إقدام عدد من الشباب على خوض الانتخابات، وتشكيل ائتلافات مختلفة لنشر الوعى بين الناس، هذه الائتلافات والمجموعات يمكن أن تكون نواة لتيارات سياسية وأحزاب جديدة تمثل المستقبل.
وكما قلنا فإن الأحزاب الجديدة ليست لها ملامح، والتحالفات الانتخابية مؤقتة والمنافسة ليست بين برامج، والنتائج تعبير عن نهاية مرحلة وبداية أخرى، والخريطة السياسية لم تتشكل، وخلال السنوات المقبلة ستختفى أحزاب وتظهر أحزاب جديدة، ويعاد تشكيل الخريطة السياسية بشكل أكثر تعبيرا عن الواقع، خاصة أن النتائج تحمل أغلبية من أجيال عاصرت النظام السابق، وما تزال أجيال كاملة بعيدة عن السياسة.
ولا ننسى أن أخطر ما يواجه الأحزاب والتيارات السياسية هو انتخابات المجالس المحلية التى يتوقع أن تتسع سلطاتها على عكس ما كان سائدا، وأن تقوم بأدوار مهمة فى صياغة شكل الحياة السياسية، ومن المحليات سوف تتشكل التيارات السياسية الحقيقية بعيدا عن الجدل النظرى، وهى الملعب الحقيقى للسياسة والعمل الاجتماعى والمدنى، والتحدى الأكبر الذى يفترض أن تستعد له القوى السياسية التى تريد المشاركة فى عمل سياسى وإعادة بناء نظام حقيقى يستوعب الطاقات السياسية المهدرة، بدلا من أن تعمل كرد فعل.
الوقت ما يزال متاحا لكل الأحزاب والتيارات خاصة الشباب، لتنظم نفسها استعدادا لانتخابات المحليات التى يمكن أن تكون البداية الحقيقية لبناء نظام سياسى يتناسب مع الثورة وأهدافها، من تيارات تريد أن بناء واقع سياسى، ولا تكتفى باعتبار البرلمان أساس المرحلة.. لقد حصل الإخوان على مقاعد أكبر لأنهم يعملون أكثر، والساحة مفتوحة للعمل فى الشوارع وليس فى الإنترنت.
وعلى من يريدون المشاركة أن يبدأوا سعيهم وألا يكتفوا باللطم، وتوجيه اللوم لخصومهم على النجاح، دون أن يلوموا أنفسهم على الفشل.
نظن أن الشعب أثبت استعداده للخروج والتصويت لمن يراهم الأفضل، ولا يمكن أن نلومه على اختياره.
ونظن أن الشباب من كل التيارات ممن بدأوا بالفعل العمل فى العمل بالأحياء والمحافظات يمكنهم المشاركة فى بناء أحزاب حقيقية، والفوز وتولى المسؤولية، تمهيدا لنظام جديد، أما الاكتفاء باليأس واللطم فإنه وحده لا يكفى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة