كلما اقترب العمر من نهايته، وتحلى الإنسان بالحكمة، وجب عليه أن يسارع كل لحظة لحساب نفسه، وبنفس المفهوم، جنح بعض علماء النفس إلى تفسير حالة الاكتئاب التى تصيب البعض فى خواتيم العام، بأنها حالة حساب ختامية لعام مضى ولن يعود، وهى ما يطلق عليها أحزان ديسمبر، فترى كم منكم أو منا يتحلى بحكمة حساب النفس مع اقتراب الخواتيم، وبالتالى كم منا من يمكن أن تصيبه أحزان ديسمبر!
وفى زمن مرتبك تدفعنى أحزان ديسمبر، لأن أطرح بعض التساؤلات لبعض النماذج التى تعيش بيننا:
.. ثائر خرج يوم 25 يناير 2011 يطالب بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية هل وجدتها؟
.. ضابط جيش امتدت له يد الشعب بوردة وسلام فى فبراير2011، وبعد شهور قليلة رد عليهم السلام بخرطوش، وهراوة ونزع ملابس، هل تتساويان؟
.. قائد وقف يقدم التحية للشهداء أمام ملايين، ثم بعد شهور يعطى أمرا بزيادة عددهم، هل كنت كاذبا فى البداية، أم أنك مضطر للنهاية؟
.. إعلامى وقف أمام ميكروفون، أو حمل قلماً، وكان يثور صباحاً، وينام فى أحضان السلطة ليلا، هل تشعر بأن زنى السلطة حلال؟
.. رجالات مرحلة ماضية، مازالوا يكبسون على صدورنا، مثل شفيق، أو موسى، أو الجنزورى، وغيرهم آلاف، أين حمرة الخجل هل اختفت؟
.. ثمانية عشر جنرالا، جلسوا أمام الكاميرات بلا قائدهم فى اجتماع من أجل نصرة ولم شمل شعب فى فبراير 2011، وأقسموا أن يحافظوا عليه موحدا، وفى غضون شهور، قسّموه إلى ألف ألف قطعة، هل أنتم راضون الآن؟
.. شعب خرجت كل طوائفه بالمنظفات، لتمسح الحزن والفساد عن الشوارع يوم 12 فبراير، وفى خلال شهور تضاعفت الزبالة ورائحتها، والحرائق فى كل مكان، حتى طغت على رائحة البارود والدم لدى البعض، هل استوت الرائحتان؟
أحزان ديسمبر هذا العام مختلفة فهل أنتم مبتهجون؟!