بيانات وتصريحات متناقضة تصدر بين الحين والآخر من جماعة الإخوان المسلمين، بعضها يدعو للاطمئنان ويدعونا لتوجيه التحية للجماعة، وبعضها مقلق ويدعو للشك فى نوايا الجماعة وبرنامجها السياسى الغامض من بعض القضايا الداخلية والخارجية. فالخطاب الإخوانى يتقاسمه «الحمائم» و«الصقور» داخل الجماعة، وفى إطار لعبة توزيع الأدوار لقياس رد الفعل لدى الشارع السياسى والرأى العام فى الداخل والخارج.
الدليل على ذلك هو البيان الرائع الذى أصدرته الجماعة يوم الأربعاء الماضى بشأن إيفاد وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام، لتقديم واجب التهنئة للكنيسة بمناسبة عيد ميلاد المسيح، التى وصفتها الجماعة بالمناسبة «الجليلة»، وأكدت فيه استعدادها لتشكيل لجان شعبية لحماية الكنائس حتى لا تمتد ما وصفته بـ«الأيدى الآثمة» و«الأصابع الفاجرة» إلى إفساد هذه الاحتفالات، مثلما تكرر مرارا على أيدى النظام الفاسد البائد بحسب تعبير بيان الإخوان.
الجماعة فى بيانها أعربت عن سعادتها بأن تتقدم إلى المسيحيين والمسلمين أيضا بأسمى التهانى بمناسبة مولد السيد المسيح – عليه السلام – الذى وصفته بأنه نبى الرحمة والأخلاق السامية والمثالية الراقية.
وبكل صدق فإنه من الواجب تحية الإخوان على هذا البيان الذى يعكس مشاعر نرجو أن تكون حقيقية وموقفا وطنيا نتمنى من كل قلوبنا أن يستمر للأبد تجاه «إخواننا فى الوطن والإنسانية عبر تاريخ بناء نهضة مصر الطويل».
البيان كان بالفعل رسالة وطنية رائعة ومخلصة من فصيل سياسى وطنى يدرك الآن أن عليه مسؤوليات وتحديات وأعباء جسيمة فى المرحلة المقبلة بعد أن أصبح حزبها صاحب الأغلبية الكاسحة فى البرلمان القادم.
لكن البيان السابق تبعه مباشرة كلام غير مطمئن ومقلق بعض الشىء على لسان المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع حول دولة الخلافة الراشدة التى باتت قريبة وفقا للأهداف المرحلية التى حددها حسن البنا لتحقيق الغاية العظمى للجماعة بعد ثورات الربيع العربى.
ولا نعرف عن أى خلافة يتحدث الدكتور بديع، وأى ثورة مصرية أو ثورات عربية يراها المرشد العام كان هدفها إعادة إحياء دولة الخلافة.
قضايا التعامل مع الخارج مازالت غير واضحة فى الرؤية السياسية للجماعة وإعادة الحديث عن إحياء دولة الخلافة بالمنهج القديم يزيد الأمر غموضا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة