إقدام الفريق أحمد شفيق فى هذا الوقت بالذات على خوض انتخابات الرئاسة من أجل اقتناص أعلى منصب فى الدولة المصرية يثير الكثير من الشكوك والريب، فالرجل الذى تمت إزاحته من منصب رئيس الوزراء، الذى عينه فيه مبارك، بفعل الضغط الثورى اختفى من المشهد شهوراً، ثم عاد ليطل علينا بوجه متفائل، ويبدأ حملته الانتخابية الأربعاء 28 ديسمبر من حى السيدة زينب بالقاهرة.
هذه الخطوة المشبوهة تطرح عدة أسئلة مشروعة وملحة منها: كيف جرؤ الرجل على الظهور مرة أخرى، وهو الذى سخر من الثوار فور أن قرر الرئيس المخلوع حسنى مبارك تعيينه فى 28 يناير الماضى رئيساً للوزراء فى محاولة يائسة للالتفاف على الثورة؟ وكيف استعاد شجاعته الأدبية ليلوح لنا من شرفة الحياة العامة مبتسماً، بعد أن أصرت الملايين من أنبل شباب مصر على إبعاده من منصبه، عقب أن فرضه المجلس العسكرى رئيساً للوزراء مرة أخرى إثر سقوط مبارك فى 11 فبراير الفائت؟.
ثم إذا كان طامعاً وطامحاً هكذا فى المنصب الرفيع، فلماذا انتظر كل هذه المدة الطويلة ليقرر الآن، والآن فقط، خوض عباب بحر الانتخابات الرئاسية المتلاطم الأمواج؟ لقد قدّم من يطلقون عليهم اسم المرشحين المحتملين أنفسهم فورًا على الرأى العام فور سقوط مبارك، وكلهم طرحوا برامجهم الانتخابية وتصوراتهم وأفكارهم التى ينوون تنفيذها إذا صالحتهم المقادير وأهدتهم مقعد الرئاسة الوثير فى انتخابات حرة ونزيهة. هكذا فعل الدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم. فلماذا إذن تأخر السيد الفريق؟ ومن أين واتته الجرأة على الظهور مرة ثانية وهو الذى طُرد شر طردة من رئاسة الوزارة؟ وهل يطمع حقاً فى المنصب الكبير، أم أنه جاء ليشوش العملية برمتها ويغلق طريق الرئاسة أمام أناس بعينها؟.
إذا سألتنى الرأى سأقول لك: إن الرجل انتظر كل هذه المدة حتى تتم تصفية الثورة والانقضاض عليها، وهو ما يجرى على قدم وساق للأسف الشديد من قبل من بيدهم الأمر، هذا من ناحية. ولا أستبعد أن يكون الفريق أحمد شفيق هو مرشح الرئاسة الذى يلقى تأييد المجلس العسكرى ودعمه من ناحية أخرى، فهو ابن المؤسسة العسكرية بامتياز، وهو رجل الطبقة الرأسمالية الجشعة الغشوم التى تحكم مصر منذ أربعين عاماً، والتى كادت أن تنهار أمام الحشود فى يناير وفبراير المنصرمين، لولا تدخل المجلس العسكرى لإنقاذها فى اللحظات الأخيرة. وبالتالى كان عليه الانتظار طويلاً حتى تنضج الطبخة، وهى هنا تصفية الثورة، ليطل علينا ساجداً خاشعاً من مسجد السيدة زينب رضى الله عنها، وطالباً، بجرأة، لا مثيل لها، بأكبر نصيب من كعكة السلطة!.
بالنسبة إلىَّ يعد الفريق أحمد شفيق رمزاً من رموز النظام السياسى البائس الذى أسقطناه نحن المصريين فى 11 فبراير الماضى، ولعله الوحيد الذى تمتع برضا أكبر اثنين من رؤسائه: الرئيس والمشير، حيث عينه كل منهما رئيساً للوزراء، وهو ما يؤكد قولنا إنها طبقة واحدة بألف وجه!
أما ما يفجر السخرية المرة، فهو كلام المدافعين عنه بأنه أنجز مطار القاهرة عندما كان وزيراً للطيران المدنى، على أساس أنه مطار تحفة! ولكن عذر هؤلاء المدافعين أنهم لم يروا مطارات دبى وأبو ظبى والرياض والدوحة وسول بكوريا الجنوبية وموسكو ومطار هيثرو بلندن ومطار تونس وغيرها، وكلها مطارات مدهشة فى التصميم والاتساع والنظافة والهدوء وسهولة وسرعة الخدمات بها. وقد أنعمت على المقادير بزيارة هذه البلدان والتوقف فى مطاراتها، لذا كنت أتعجب من المدافعين عن مطار أحمد شفيق الذى يتفوق على مطارات صنعاء وعدن والخرطوم فقط!.
ملحوظة أخيرة: الفريق أحمد شفيق على مشارف السبعين من عمره، إن لم يكن قد بلغها، والسؤال: أما آن الأوان لأن يحكم مصر شاب لا يتجاوز الخامسة والأربعين، أم أننا سنظل أسرى العواجيز؟.
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوت محمد صفوت
الاستاذ ناصر عراق انت مغيب
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
كلام مغلوط
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
واضح إن حضرتك كنت بتلف على المطارات دى فى 2011
عدد الردود 0
بواسطة:
مني
هو حر
عدد الردود 0
بواسطة:
الثائر الحائر
A اللى بيحصل ده ؟ A اللى انا شايفه ده ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
د ابراهيم ابراهيم
كتابات وكتاب مستفزون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ارحمونا بقي
العقل زينة في الفاترينة
عدد الردود 0
بواسطة:
بركات
ملاحظة
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد فاروق
نعم لشفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة ابو طالب
حازم صلاح ابو اسماعيل رئيسا للجمهورية .. هو الافضل لمصر