من يستطيع أن يتحمل هذه الخطايا ويخرج إلينا فى الفضائيات يتحدث عن براءة الشرطة من قتل المتظاهرين؟ أى قلب يحمله هذا المسؤول؟ من يستطيع أن يتناول عشاءه وينام قرير العين وهو يعرف أن العشرات من زهرة شباب هذاالوطن ضاعت أبصارهم، والعشرات ماتوا، والمئات جرحوا، ولماذا هذه المرة كان ضياع البصر هو الظاهرة الواضحة، كان ذلك مقصودًا أيها الناس، كانوا يصوبون رصاصهم الخرطوشى وغيره على العيون، عيون النشطاء والمصورين وعيون الثوار، كانوا يعرفونهم وقد قرروا من قبل أن يكون هكذا جزاءهم لو خرجوا يحتجون، لو أنها إصابة أواثنتين فى العيون كنا قلنا صدفة، لكن هذه الكثافة فى الإصابات لا تجعل الأمر صدفة أبدًا، والخرطوش إذا كان موجهًا إلى أعلى لم يكن سيصيب العيون لأنه كان سيتفرق فى الفضاء لكنه كان موجهًا إلى الوجوه والصدور ومن مسافات قريبة، بعد ذلك يطلع من يطلع ويقول إن من فعلوا ذلك هم الثوار، كيف أيها السادة؟ وإلى متى تظل هذه المسرحية التى لا يقبلها أحد ولا يعقلها أحد؟ لكنى سأترك هذا كله وأترك النشطاء العظام أحمد حرارة والمالكى وغيرهما والمصورين وأتحدث عن هذا الطفل، أجل هذا الشاب الصغير الذى هو فى التاسعة عشرة، الفقير الذى يعيش فى عزبة الخصوص التى هى من أكثر المناطق فقرًا، إنتاج اللصوص من النظام السابق مع غيرها من العشوائيات التى لا تليق بالبشر، لصوص النظام السابق الذين يستمتعون بحياتهم الآن فى السجون وخارجها.
رضا عبدالعزيز محمد زهير، المتعلم بقدر المكان وحالة الأسرة، الحاصل على دبلوم السياحة والفنادق والذى مثل كثير من الشباب المصرى العظيم تحت العشرين وفوقها ذهب إلى التحرير يوم 20 نوفمبر، أى فى صبيحة الأحداث الدامية فى الميدان، راح يساعد فى نقل الضحايا، هذا ما يملكه، وحين حاول إنقاذ شاب ملقى على الأرض من الإصابة خرج من إحدى عربات الأمن المركزى قاتل لعين، وأطلق عليه الخرطوش الذى أفقده عينيه، بالمناسبة أكثر من شخص ماتوا وهم يحاولون إنقاذ ميت سابق أو مصاب، أى أن النية هى قتل من يتظاهر ومن يحاول الإنقاذ معًا، أجل تكرار الموت والإصابة على هذا النحو يؤكد هذه النية الإجرامية. لاحظ ذلك أيها القارئ أينما كان موقعك، قارئًا عاديّا أو فى السلطة التى تتهم المتظاهرين بأنهم هم حاملو البنادق، الجندى المجرم فوق المدرعة ورضا الصغير على الأرض، وجهه فى وجهه، وإلا ما أصابه الخرطوش فى عينيه، الجندى فوق المدرعة العالية ورضا على الأرض، أى أن المجرم صوّب إلى عينيه قاصدًا، استقر بعض الخرطوش فى الحنجرة ووجهه وصدره، لكن فى عينيه كانت الكارثة، فقد عينيه الاثنتين، لاشك أن الجندى عاد إلى زملائه وأكل وشرب وربما حكى كيف فعل ذلك بامتياز على طريقة جدع ياباشا، لكن رضا صار أعمى، يارب كل من أفقد شخصًا عينًا يعمى ويموت يارب العالمين، من أجل رضا وغير رضا، من يا بشر يستطيع أن يعيش متحملاً كل هذه الخطايا، لكنى سأبتعد عن حزنى من أجل هؤلاء الشباب وأخاطب المسؤولين، هل تستطيعون الآن أن تساعدوه أنتم الذين تقولون عن وزارة لرعاية الشهداء وتقولون أخيرًا إنهم شهداء، هل يستطيع أحد مسؤول فى هذا الوطن أن يشعر بحجم الخطيئة فى حق هذا الشاب الصغير؟ من يتقدم الآن لمساعدته ومساعدة أسرته؟ من يستطيع الآن أن يقوم بمحاولة زرع قرنية فى إحدى عينيه لأن التقارير الطبية تقول إن هناك أملاً فى واحدة؟ بيته وعنوانه معروف بعزبة السقيلى بشارع عثمان بن عفان هناك فى الخصوص.. من يحمل عن مصر التى يحكمها الآن شيئًا من هذه الخطايا يخفف بها حساب الله لحكام هذا الوطن؟ من؟ من؟..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة