مهما قيل عن محاولات لم الشمل بين حزبى «الحرية والعدالة» و«النور السلفى»، فإن جولات قادمة متوقعة من الخلافات بينهما، والتى قد تأخذ حيزها الأكبر حول من يتحدث منهما باسم الإسلام، وكانت الجولة الأولى فى الانتخابات نموذجا على ذلك، وتتواصل منذ أمس فى جولة الإعادة على المقاعد الفردية بين الاثنين، حيث يتنافسان بلا هوادة فى معظم الدوائر، من أجل حصد المقاعد، ودعك من حديث الأخلاق فى هذه الحرب التى يرددها الجميع، فلا أساليب «الحرية والعدالة» محصنة حتى لا ينتقدها «النور» بعنف، ولا أساليب «النور» محصنة حتى لا ينتقدها «الحرية والعدالة» بعنف.
وإليك مثال يأتى من كفر الشيخ، حيث حرب البيانات بين الطرفين حول الإعلان عن فوز مرشح حزب النور الدكتور محمد إبراهيم منصور، ثم تقديم «الحرية والعدالة» طعنا فيه انتهى إلى إلغاء فوزه ودخوله الإعادة، وشمل بيان «النور» حول ما جرى الكثير من لغة اللمز مثل: «إذا كان أحد يضرب فينا فلن نضرب فى أحد» و«السياسة ليست كذبا وخداعا بل هناك سياسة الحق والعدل حتى لو خسرنا جميع المقاعد».
أما الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور فيضع الصراع بين الحزبين فى سياق سياسى أوسع، وذلك فى قوله لوكالة رويترز أمس الأول: «نحن لا نستبعد أن يحاول الإخوان تهميشنا لأن هذا لاحظناه فى بداية الأمر، ولا نستبعد أن الأمر يستمر لإظهارنا بأننا الكتلة المشاغبة ولشيطنة التيار السلفى»، والمثير فى كلامه ما ذكره عن إمكانية التحالف مع الإخوان، قائلا: «تجربة الأحزاب الأخرى مع الإخوان كانت مريرة، فهم يتناولون الإخوان خلف الكواليس بالذم الشديد، أنا أفضل ائتلافا وطنيا واسعا».
وقد يرى البعض أن الخلافات فى الانتخابات موسمية، ولا تمتد إلى ما بعدها خاصة بين أبناء «البيت الواحد»، لكن ألا نشتم مما قاله عماد عبدالغفور وجود شك عميق من السلفيين نحو الإخوان? ويقودنى ذلك إلى خيال قد لا يوافقنى فيه البعض، وهو أن حالة الشك التى قد تمتد إلى قضايا الدين، ربما تكون مواتية لمن يحملون المفاهيم الوسطية للإسلام إلى العودة للإمساك بالزمام من جديد، وأقصد بذلك مؤسسة الأزهر شرط أن تعود لها عافيتها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة