أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

الانتخابات والبوتاجاز

الأربعاء، 07 ديسمبر 2011 08:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصورة التى تصدرت الصفحة الأولى أمس للزميلة «الأخبار» التى يرأس تحريرها الصديق المبدع ياسر رزق، لخصت بعض أسباب مشهد الإقبال الهزيل والضعيف من الناخبين فى جولة الإعادة للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية الحالية، والتى صدمت كثيرا من المراقبين الذين تابعوا الملايين التى خرجت فى اليوم الأول للانتخابات.

الصورة لسيدة من سيدات أحد الأحياء الشعبية فى القاهرة، تتقدم للإدلاء بصوتها أمام اللجنة، وتمسك فى كل يد أنبوبة بوتاجاز، وهى تتقدم إلى بوابة دخول اللجنة أمام رجل الأمن من الشرطة والقوات المسلحة، بما يعنى أن السيدة انتهت أولا من معركة الحصول على أنبوبة بوتاجاز، ثم توجهت بعد ذلك لأداء الواجب الانتخابى، ولو طالت معركة الأنابيب لنسيت السيدة أى واجب آخر أمام واجب الحصول على أنبوبة بوتاجاز.

معارك أسطوانات البوتاجاز المستمرة فى محافظات مصر منذ عدة أسابيع دون حل خطفت الأضواء بالأمس من انتخابات الإعادة، فاحتياجات البيوت المصرية وهمومها اليومية، ومشاكلها، مع أنبوبة البوتاجاز، والغذاء، تأتى فى أولويات الاهتمام لشريحة كبيرة للمصريين من الطبقة الوسطى والفقيرة، ولسان حال الآلاف من الصامدين المرابطين أمام مستودعات الأنابيب فى كل مكان فى مصر ينعى حالة البؤس التى وصلوا إليها، فلا فائدة من انتخابات لا توفر الاحتياجات الأساسية والحيوية لهم. وكان الناس أمام خيارين إما أن يتركوا طابور الأنابيب، وإما أن يذهبوا لطابور الانتخابات.

أزمة الأنابيب لم تكن بالطبع السبب الوحيد فى غياب الناخبين عن لجان جولة الإعادة، فهناك أسباب أخرى أدت إلى المشهد الباهت أمام اللجان، فقد تراجعت سخونة الانتخابات مع خروج باقى المتنافسين، وانحسار الصراع على المفعد الفردى فقط، ومعظمه بين التيارات الدينية، سواء كانوا الإخوان أم السلفيين، ونفور عدد كبير من المصريين من طريقة الدعاية الفجة لتلك التيارات التى اعتبرت التصويت بنوايا خبيثة جهادا أكبر لنصرة الدين، وحولت المعركة الانتخابية إلى معركة طائفية.

لكن أزمة الأنابيب جرس إنذار يدق من بعيد، ويأتى صداه حتى الآن خافتا، وينبه السادة أصحاب الشعارات الجوفاء الفارغة من أية مضامين أو برامج سياسية وأجندات اقتصادية، والذين يستعدون للقفز على سدة التشريع فى مصر، بأن الجوع والفقر والمرض لن تنفع معها أية شعارات، وأن الجوعى لن تردعهم فى طريق الثورة الذقون الطويلة أو الجلابيب القصيرة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن متغااااااااااظ

اقرأ بالله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

فؤاد أمين

كلام مظبوط

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

ازمات موروثة من نظام فسد بسبب نخبته التي ورثناها منه

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

ما هى اسباب نسيان حقوق الفقراء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة