فى إطار العروض الرسمية، التى تقام ضمن فعاليات الدورة الـ11 لمهرجان مراكش للفيلم الدولى، عرض الفيلم القطرى الفرنسى البلجيكى،الذهب الأسود، الذى تشارك فى إنتاجه عدة جهات إنتاجية أخرى، والفيلم رصدت له ميزانية إنتاج ضخمة تجاوزت الـ140 مليون يورو، وبدا ذلك على الشكل البصرى للفيلم والموسيقى التى قام بإعدادها أشهر أوركسترات أوروبا، حيث لم يبخل صندوق مؤسسة الدوحة على تمويل الفيلم ورصد له جميع الإمكانيات المتاحة بدءا من اسم المخرج الفرنسى جان جاك أنو صاحب فيلم «حرب الوردة، والنبى» وغيرها من الأعمال المهمة، وصولا إلى اختيار النجم العالمى صاحب الأصول الإسبانية أنطونيو بانديراس، والهندية فريدا بنتو والممثل الفرنسى والجزائرى الأصل طاهر رحيم الذى قام ببطولة فيلم «النبى»، والممثل البريطانى مارك سترونج، إضافة إلى الإمكانيات التى رصدت من كومبارس وتجهيزات وديكورات للفيلم.
والذهب الأسود من أوائل الأفلام التى تروى حكاية من شبه الجزيرة العربية، تلك المنطقة التى كانت شديدة الفقر، إلى أن تم اكتشاف البترول فيها، فلم تعد أرضا مقدسة فحسب، بل أصبحت موقعا لاستراتيجيات دولية كثيرة. هذا ما يرويه فيلم «الذهب الأسود» الذى عرض بالفعل فى دور العرض الفرنسية، وأيضا فى افتتاح مهرجان الدوحة ترايبكا كتدشين لأولى الخطوات القطرية تجاه السينما المنتجة بمعايير عالمية وأشرف على الإنتاج التونسى طارق بن عمار من خلال شركته السينمائية، والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب السويسرى هانز روش، والتى صدرت ترجمتها الفرنسية فى ستينيات القرن الماضى بعنوان «جنوب القلب»، وتناولت بدايات ظهور النفط فى شبه الجزيرة العربية خلال الثلاثينيات من القرن الماضى وتم التصوير ما بين البطاح التونسية، والدوحة.
ويرتكز سيناريو الفيلم حول علاقة تنافسية بين أميرين من أمراء الصحراء -الأزياء كانت أقرب إلى السعودية- وما تتطور إليه الأمور عندما يصاب الأول بهزيمة فيشترط المنتصر أخذ أبناء الأمير المهزوم ويقوم بتربيتهم كضمان لعدم نشوب حرب جديدة، حول المنطقة الصفراء وهى البقعة التى سيظهر فيها بترول جديد، ثم يكبر الأولاد ويبلغون سن الرشد وتنبع التساؤلات، لا سيما فى رأس أصغرهم المحب للقراءة.. كل ذلك على خلفية الفترة التى شهدت اكتشاف الذهب الأسود الثمين، وحول هذه الحكاية يقدم لنا الفيلم جانبا من تاريخ المنطقة، فى أجواء تاريخية معبرة ورؤية إخراجية بانورامية وإخراج متميز لمعارك تلك الفترة قبل قيام الحرب العالمية الثانية وانتصاف القرن العشرين، مع تشابك الأحداث من خلال قصة حب بين ابنة الأمير وابن السلطان المتنازعين.. إنه فيلم محلى وعالمى فى آن واحد ويقدم رؤية عربية وإسلامية، متسامحة ومستنيرة للشخصيات العربية. ويرصد صراعا بين أنصار الأصالة والتطوير فى تلك البلاد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة