أكرم القصاص

مايوه العقل.. وفيروس الكبد

الأربعاء، 07 ديسمبر 2011 08:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن فى حاجة لمغادرة جدل المايوه إلى جدل العقل, مصر تحتاج إلى رجال دولة، وليس إلى أرجوزات يجروننا إلى درك المناقشات العارية، مصر تحتاج كل دقيقة لإعادة بناء نظامها السياسى ومؤسساتها، لكن بفضل ضيق الأفق وعقليات ما تحت الحزام ننجر إلى مهاترات تستهلك الوقت والجهد.. لم تنته انتخابات مجلس الشعب، ومع هذا وجدنا أنفسنا مع بعض مرشحى التيارات الدينية أو زعمائها يجرون المجتمع إلى جدل ومناقشات خارج العقل والمنطق، وبدا أن هؤلاء الذين يستعدون لتولى شؤون التشريع والرقابة جاءوا إلى مواقعهم وهم لا يدركون دورهم، ولا قيمة الدولة التى يفترض أنهم يسعون للمشاركة فى حكمها.
كيف تحولت كل المناقشات إلى السياحة، وهل علينا أن نشجع السياحة أم نرفضها، وما هى الملابس التى يفترض على السياح ارتداؤها، وبينما هذا الجدل منصوب يعلم القاصى والدانى أن مصر خلال ما يقرب من العام فقدت ثلاثة أرباع السياح الذين كانوا يأتون سنويا، ومن الصعب استعادتهم من دون استعادة الأمن.. السياح يأتون ليشاهدوا الآثار التى تبهر العالم ويظهر من بين مرشحينا من يصفها بأنها حضارة عفنة، كل دول العالم تسعى لاجتذاب السياح، وهم ليسوا فى حاجة إلينا، وفى بلادهم يمارسون حريتهم ولا يحتاجون منا أن نعلمهم، وبعضهم يأتى من بلاد تصدر لنا العلم والتكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر والأدوية والسلاح والميكرفونات والتليفزيونات التى تمكن محترفى الجدل من الظهور والإدلاء بآرائهم العجيبة، وإذا لم ندعهم فسيذهبون لغيرنا، هذا ردا على بعض فاقدى التمييز ممن يقولون نحن لسنا فى حاجة لهم، دون أن يقدم بديلاً يوفر ثلاثة ملايين فرصة عمل.

جدل السياحة والمايوه يكشف عن ضحالة فكرية غاية فى العمق، والمفروض أن من تم انتخابهم هم سياسيون يمثلون المجتمع ومصالحه، ويفترض أن يفكروا فى تصورات لمواجهة أزمات متراكمة، منها الفقر والبطالة وأنابيب البوتاجاز، وأفضل الطرق لتوصيل الدعم لمستحقيه، وطريقة حل أزمة تكدس الطلاب فى الفصول، والتأمين الصحى ومعاشات الموظفين، وتحقيق العدالة والحرية للمواطنين، وأن يحددوا تصورات عن العلم والبحث العلمى وكيفية مواجهة الكبد الوبائى.

هذه قضايا ينتظر المواطنون أن يأتى نواب ووزراء ورئيس ليحلوها، بينما هؤلاء مشغولون بملابس السياح وطعامهم وشرابهم.

ليس من أجل هذه الأسباب ثار المصريون على نظام ظالم، مصر كانت طوال الوقت مؤمنة وليست فى حاجة لمن يعلمها، المصريون فى حاجة إلى الحرية والعدل، وبشر يعرفون قيمة مصر ويقدرون مكانتها، مصر تحتاج إلى علماء يتجاوزون جدل المايوه إلى جدل التقدم، حتى يرضى عنا الله.

لا وقت لدينا لنضيعه فى جهالات الجدل العقيم، الذى لا علاقة له بالإيمان بل بالجهل.
نحتاج إلى علاج للفيروس الكبدى، ونحتاج أكثر إلى علاج لعقليات عارية ترتدى المايوه وتزعم أنها تقاومه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة